الرئيس الامريكي باراك أوباما والنرويج

صوت النرويج 17 اكتوبر 2009/اوسلو/ منحت لجنة نوبل للسلام النرويجية الجائزة هذا العام 2009 لصالح الرئيس الامريكي الشاب بارك حسين أوباما. كثيرون كتبوا مؤيدين ومشككين حول الامر. صوت النرويج تجد في هذا القرار من قبل اللجنة النرويجية له أبعاد خاصة بالنرويج منها أن رئيس اللجنة ثوربيون ياغلاند المعروف بعلاقاته القريبة من الفلسطينيين وإسرائيل هو من حزب العمل. ايضا عضو أخرى في اللجنة المكونة من خمس اعضاء هي من حزب العمل. النرويج تقاد حاليا بحزب العمل كأكبر حزب يشكل الحكومة النرويجية إلى جانب حزب الوسط واليسار الاشتراكي. النرويج تعمل بجهد حقيقي خصوصا الحكومة النرويجية للتأكيد أنها صديق قوي للولايات المتحدة وحليفها الهام إلى جانب بريطانيا في أداء المهمات السرية.

الرئيس الامريكي السابق جورج بوش خلال فترة حكمة لم يقم بزيارة النرويج برغم من زياردة السويد والدنمارك جارتا النرويج ولاحتى عقد لقاء خاص مع رئيس الوزراء النرويج يانس ستوتن بيرغ ولا مرة واحدة على إنفراد. هذا الامر يعتبر بالنسبة للنرويج “إهانه” لها كدولة حليفة للولايات المتحدة منذ عام 1949. اليوم ترد النرويج وتجبر الرئيس الامريكي باراك أوباما على زيارتها برغبته او بعدم رغبته لاستلم الجائزة الدولية في 10 ديسمبر 2009 في أوسلو وبعدها بدء زيارة رسمية زيارة دولة للنرويج من خلالها ستنتعش روح السياسيين النرويجيين خصوصا رئيس الوزراء ستوتن بيرغ ووزير الخارجية والنرويجيون أن باراك أوباما زار النرويج. نعم ومؤكد للغاية بأن النرويجيون يشعرون بالحرج عندما قال باراك أوباما أنه لا يستحق الجائزة بل قبلها كدعم لجهوده. نعم فقد توقعوا أن يشكرهم أوباما من عمق قلبه في أول كلمة له في التعليق على فوزه بالجائزة والتي عندما إنتها منها إتصل به مباشرة رئيس وزراء النرويج يانس ستوتن بيرغ مهنئا ويدعوه لزيارة النرويج وهذا ما سيقوم به أوباما. هنا من الاجدر للعالم ومنهم العالم العربي أن يفهم كيف يتم بناء العلاقات وفق المصالح.

لنرويجيون مثل العرب في قضايا حب الشهرة وأن يتحدث الناس عنهم بالعالم كونهم مثل العرب يشعرون دائما بشعور وجود نقص عندهم. حلم النرويجيون ان يزورهم الرئيس الامريكي باراك أوباما مثلما زار دول صاحبة قرار هام مثل السعودية ومصر. كما يجب أن لا ننسى أن المملكة العربية السعودية بقادة الملك عبداللله بن عبدالعزيز هو أول من دعم ودفع جهود باراك أوباما من خلال منحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الاولى خلال زيارته الاول للسعودية ومن بعدها إلقاء خطاب تاريخي من مصر للعالم الاسلامي.

يجب أن لا ننسى أيضا أن رئيس لجنة نوبل للسلام ثروبيون ياغلاند هو كان عضو في لجنة ميتشل التي شكلت قبل عددة سنوات للتحقيق بجرائم إسرائيل وفشلت في عمل شيئ. ميتشل وياغلاند لازالا يتحدثان. يجب أن نتوقع بعد زيارة أوبامنا للنرويج أن دور النرويج الحيوي كمنفذ لمطالب الولايات المتحدة الامريكية سيعود بقوة لان باراك أوباما مطالب بإنجاذ شيئ بخصوص عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وعليه لا يجب أن نستبعد حدوث تحركات كبيرة لا حقا وإنعقاد قمة سلام جديدة في النرويج بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتانياهو وباراك في أوسلو في شهر ديسمبر القادم في أوسلو على غرار قمة 1999 التي جمعت كلينتون عرفات بارك برعاية رئيس وزراء النرويج الاسبق شيل ماغنى بوندفيك. كل الاحتمالات مفتوحة. أن امتناع النرويج عن التصويت لصالح تقرير غولدستون يفهم منه انكون لها دور بعملية السلام وعدم إغضاب إسرائيل. طبعا هنا نفهم لماذ حركة حماس والسلطة الفلسطينية لا تنتقد النرويج على ذلك كون الشعب الفلسطيني مغلوب على أمره ويعيش معظم سكان القطاع والضفة الغربية على هبات النرويج المالية والاموال المقدمة لمنظمات الامممية العالمة هنالك وفوق كل ذلك المصالح الخاصة لبعض السياسيين الفلسطينيين ومنظمات المجتمع المدني مع النرويج.
مضحك ومؤسف في نفس الوقت عندما يقراء الانسان الجرائد العربية التي تتحدث عن غضب إسرائيل من النرويج ووجود خلافات بينها. معذرون فمعظم وسائل الاعلام العربية ناقله عن الوكالات ولا تحاول البحث والتحقق من المعلومات والاخبار المنشورة. أخير يجب أن نتمسك وأن لا ننسى أن كل دولة ومنها النرويج لها مصالحها الخارجية ومن حقها الحفاظ عليها. لذلك يجب أن ننسى كلمة التعامل الانساني ونستبتدلها بكلمة التعامل وفق المصالح.
الرئيس الامريكي الشاب باراك أوباما بالفعل يسعى لفعل شيئ وإحداث نقله نوعية بعملية السلام وعلاقات بلاده مع العالم العربي والاسلامي لكن لا يخفى على أحد أنه مقيد وغير حر بقراراته بدرجة كبيرة ويبذل جهدا لكن الرجل حذر للغاية لان أي خروج عن الخط المرسوم له من قبل “الرجل الابيض” سيهدد حياته ومستقبله السياسي بمجمله ولن ينفعه وقتها أحد.//انتهىمادارة تحرير صوت النرويج

قد يعجيك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زات صلة