ملك النرويج مهاجر بقلم محمد سيف المفتي

صوت النرويج / اوسلو / وجه ملك النرويج هرالد وزوجته الملكة سونيا دعوة الى الف و خمسمائة ضيف و ضيفة من مختلف محافظات النرويج، الى حفلة اقامتها العائلة المالكة في حديقة القصر.

بعد أن رحب الملك بطريقته المحببة و البسيطة بالضيوف القى خطابا أخذ حيزا ضئيلاً من وقت الحفل و حيزا كبيرا في قلوب الحاضرين قال فيه أن النرويج ليست الارض بجبالها و وديانها، بل بشعبها.

سأقوم بترجمة الخطاب لكن الترجمة ليست حرفية لكي تصل الفكرة الى الثقافة العربية بسهولة، السبب في ذلك أنه ذكر اسماء لأماكن و أشخاص ترتبط أسمائهم بالثقافة النرويجية.

بعد الترحيب بالحضور قال الملك:

النرويجين هم ابناء كل المحافظات و من كل البقاع و الاطراف. النرويجين هم كذلك المهاجرين من افغانستان و باكستان و بولندا و السويد كما هم من الصومال و سوريا.

أنا شخصيا، هاجر أجدادي من الدانمارك و انكلترا منذ مائة و عشرة اعوام.

ليس من السهولة علينا دائما أن نقول من أين نحن، و لا الى أي قومية ننتمي.

المكان الذي نسميه بيتنا هو المكان الذي تقطنه قلوبنا، و لا يمكننا دائماً أن نضع قلوبنا في حدود البلد.

النرويجين هم بنات يحبون البنات و اولاد يحبون الاولاد كما هم أولاد و بنات يحبون بعضهم البعض.

النرويجين هم أناس يؤمنون بالرب و يؤمنون بـ الله، منهم من يؤمنون بكل شئ و منهم من لا يؤمنون بأي شئ.

النرويجين هم شعب يحب الغناء و الموسيقى من مختلف الانواع و الاشكال.

بطريقة أخرى، يمكنني القول أن النرويج هي أنتم، و نحن معا نكون النرويج.

عندما نغني ” نعم، نحن نعشق هذا البلد” * فيجب أن نتذكر أننا نغني عن انفسنا و عن بعضنا البعض، لأننا نحن من نكون هذا البلد، لذلك فأن نشيدنا الوطن هو إقرار بالحب الى الشعب النرويجي.

أقصى أمنياتي للنرويج هي: أن نتمكن من مراعاة و رعاية بعضنا البعض، أتمنى أن نتمكن من تطوير و بناء هذا الوطن بالثقة المتبادلة، بالعمل الجماعي و الكرم.

انهى الملك كلمته بتحية بسيطة. وصلت معاني كلماته الى الكبير و الصغير، لم يتنمق في حديثه و لم يبالغ، يتسم خطابه ببساطة الكلمات مع عظيم الاثر المقارنة لكم سادتي ما بين كلمات الرؤساء و الملوك العرب و هذه الكلمة.

صوت النرويج
محمد سيف المفتي

قد يعجيك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زات صلة