القلق من المستقبل يكبح الأستهلاك ويعيق حفز النمو

صوت النرويج 18 ابريل 2009/استوكهولم/ سيكون عام 2009 عاما جيدا من الناحية الأقتصادية في النرويج والسويد أذا ما كان المرء بصحة جيدة وتمكن من الأحتفاظ بعمله. أذ بدأ مع مطلع هذا العام الخصم الضريبي الثالث على التوالي، مما سيضيف بضع مئات من الكرونات شهريا للعاملين، وخلال هذا الشهر أنهت الكثير من القطاعات مفاوضاتها حول الزيادة السنوية للأجور، بما يتيح رفعها بنسب تتراوح بين الثلاثة والأربعة بالمئة. الى ذلك جرى خفض كبير في سعر الفائدة، وتنتظر قريبا تخفيضات أخرى الأمر الذي سخفف من أعباء مقترضي القروض السكنية.

في مقابل ذلك تزايدت الهوة بين أوضاع العاملين والعاطلين عن العمل، وهذا ما اشارت اليه أنغيلا غابرييلسون خبيرة الأقتصاد المنزلي في مصرف نورديا في حديث للزميل يوران لوفينغ:

ـ نعم هناك خطا تطور مختلفان، فأذا ما كان المرء يعمل فالأمر جيد بالنسبة له أما الذي لا يتوفر على عمل فيجاهد من أجل الحصول على عمل، والعودة الى سوق العمل. وأذا ما ظل أسيرا للبطالة فترة أطول فسيكون الأمر سلبيا من نواحي عدة، نحن نرى مثل هذا الخطر ولكننا نأمل ان لا يكون التدهور بالمستوى الذي نتوقعه.

ووحسب أنغيلا غابرييلسون فان ميزانية الربيع التي أقترحتها الحكومة لا تتضمن أية مخصصات لدعم الأقتصاد المنزلي:

ـ الميزانية المقترحة تركز على الأجراءات التي تمكن السويد من الثبات أمام الأزمة الأقتصادية، ومواجهة الأرتفاع المقلق للبطالة. وهي تمس بشكل غير مباشر التطورات المحتملة فيما يتعلق بحجم البطالة، وكذلك رصد مزيد من الأموال لأنجاز أنماط مختلفة من التدابير لمعالجة أوضاع العاطلين، لكني لا أرى أية أجراءات مباشرة لدعم الأقتصاد المنزلي. فليس هناك من تغييرات فيما يتعلق بالمعونات المالية للأقتصاد المنزلي، أو للمعاشات التقاعدية، أو الضريبة، أو المعونات الدراسية، تقول أنغيلا غابيرييلسون متوقعة معالجة هذه الأمور في ميزانية الخريف.

رغم ان مداخيل كثير من السويديين قد تحسنت هذا العام إلا أنهم ما زالوا حذرين في الأستهلاك، ويميلون الى الأدخار لمواجهة مزيد من التدهور الأقتصادي المحتمل في العام القادم، أو الأعوام التي تليه. ولم تجد نفعا مناشدات وزير المالية أندريرش بوري وغيره من المختصين الداعية الى زيادة المشتريات من السلع والخدمات لتحريك العجلة الأقتصادية. أنغيلا غابرييلسون ثانية:

ـ هذه مشكلة حقيقية، فالذين يعملون يخشون من أوضاع أقتصادية أشد صعوبة، فنحن في الواقع نستفيد من الخفض الضرائب، وخفض أسعار الفوائد، وغيرها من المزايا التي تجعل أمكانياتنا الأقتصادية أكثر قدرة ولكن القلق المنتشر يعيق عمليات الأستهلاك. فيما من المفيد ان نستهلك اكثر شيئا ما لنضع لنثبت من أوضاع السويد، فهذه أحدى الوسائل لذلك. طبعا التقارير في النرويج تؤكد نفس الشيئ كون ان الحكومة النرويجية خصصت نحو 100 مليون كرون لضمان عدم تسريح الكثير من الموظفيين وتقوم من خلال صندوقين بتقديم قروض ميسرة للبنوك والمصانع والشركات لتستمر في عملها.

الخبيرة الأقتصادية في مصرف نورديا أغيلا غابرييلسون تشير الى ان الشبيبة هم أكثر شرائح المجتمع تأثرا بالصعوبات الأقتصادية الحالية:

ـ الشبيبه هم الأكثر تضررا، سواء منهم أولئك الذين ولجوا سوق العمل للتو، وأضطروا الى الخروج منه، أو أولئك الذين يواصلون الدراسة، ويأملون بدخول سوق العمل. يتعين ان يتجرأ أصحاب العمل على منحهم أعمالا، والمراهنة عليهم، ذلك أنه كل ما تأخر هؤلاء في دخول سوق العمل كلما أزداد الأمر صعوبة في دخولهم.

وتعلق غابرييلسون على ما رصد لتوفير فرص عمل صيفية للطلبة بالقول أنه أقل مما هو معتاد:

ـ كثير من الشبيبة قد لا تتوفر لهم فرصة الحصول على عمل خلال العطلة الصيفية، وعلى الشبيبة ان يتحلوا بالشجاعة والنضج في السعي بأنفسم لتوفير تلك الفرص، وتسويق قدراتهم وخدماتهم.//انتهىمالاذاعة السويدية/ادارة تحرير صوت النرويج

قد يعجيك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زات صلة