إفتتاح أول محطة توليد للكهرباء عن طريق التناطح

صوت النرويج 02 ديسمبر 2009/اوسلو/تفته/ برعاية ولية العهد النرويجية الاميرة ماتي ماريت أطلقت النرويج في مدينة توفته في منطقة هروم المتاخمة للعاصمة النرويجية أوسلو أول مشروع في العالم لإنتاج الطاقة الكهربائية عبر استخدام تقنية الأسموزية (Osmosis).

وهذه التقنية مبنية على مبدأ بسيط للغاية، وهو أن تضخ مياها عذبة في جزء من حوض مفصول بغشاء شبه منفذ، وفي الجزء الآخر تضخ مياها مالحة، ما يؤدي إلى اندفاع المياه عبر الغشاء شبه المنفذ من الجزء الذي يكون فيه تركيز الأملاح منخفضا إلى الجزء ذي التركيز العالي، وأثناء عبور المياه تتم إدارة توربينات خاصة لتوليد التيار الكهربائي.

وقد اقترح بعض الباحثين في السبعينيات من القرن الماضي أن تستغل تقنية التناضح هذه التي تنتج عملية تحلية المياه لتوليد التيار الكهربائي، لكن هذه الفكرة على بساطتها واجهت مشكلة توفير الغشاء القادر على تحمل درجة عالية من الضغط.

وفي العام 1997 عكف الباحثون في شركة “ستات كرافت” النرويجية للطاقة البديلة التي تمتلك الدولة معظم أسهمها على تطوير تقنية الحصول على التيار الكهربائي عبر عملية التناضح.

وبناء على دراسة لأعداد الأنهار في العالم، وحسب دراساتهم التي تعاونوا فيها مع باحثين أوروبيين أكدوا أنه يمكن سنويا إنتاج نحو 1700 تيراواط/ساعة من الطاقة سنويا على المستوى العالمي.
القناة الالى الرسمية بثت تقريرا مطولا عن هذا المشروع

وأكد رئيس مؤسسة الطاقة النرويجية بورد ميكيلسين أن مشكلة تصنيع الغشاء شبه المنفذ تعد من المشاكل التصميمية المعقدة، إذ ينبغي أن يكون رقيقا ويقاوم ضغط المياه الهائل.

وللتغلب على تلك المعضلة، استعانت “ستات كرافت” النرويجية -حسب ميكيلسين- بمجموعة كبيرة من الباحثين النرويجيين والأوروبيين لتطوير الغشاء شبه المنفذ الذي يستطيع أن يتحمل دفقا مائيا عاليا جدا، كما يستطيع أن يبقي المياه المالحة والمياه العذبة منفصلتين طوال الوقت.

وقد نجحت الفرق العلمية في إنتاج غشاء مصنوع من مواد بوليميرية يجمع بين الرقة والمتانة، ويصلح للاستخدام في محطات توليد كهربائية تناضحية كما قال ميكيلسين.

من جانبه أوضح وزير الطاقة النرويجي تيريا ريس يوهانسين في كلمته أن الحكومة النرويجية قامت بتمويل المشروع بأكثر من عشرة ملايين كرون نرويجي (نحو 1.8 مليون دولار) واستغرق عشر سنوات من الأبحاث والدراسات.

وقال يوهانسين إن القوة الإنتاجية للمحطة الآن قليلة نظرا لحداثة التجربة وانطلاقها، وأكد أن محطات لتوليد الطاقة البديلة بحجم ملعب كرة القدم يمكن أن توفر التيار الكهربائي لثلاثين ألف بيت، وفي المستقبل القريب يمكن أن تغطي نصف استهلاك سكان أوروبا.

واعتبر يوهانسين أن استخدام تقنية التناضح واحدة من أكثر من مائة من الحلول المطروحة لأزمة التغيرات المناخية التي تهدد أغلب دول العالم.

ورغم حداثة الفكرة قررت شركة “ستات كرافت” النرويجية بناء أول محطة لإنتاج الكهرباء في العالم عن طريق استغلال هذه التقنية الجديدة بمساحة 100 متر مربع، وبطاقة إنتاجية مبدئية تتراوح بين أربعة وسبعة ميغاواط، على أن تطور المحطة في السنوات القادمة لإنتاج 100 ميغاواط من الكهرباء سنويا.

ويعد فريدريك هاوغي رئيس مؤسسة بيلون النرويجية المختصة بالبيئة أن المشروع يعد أحد الحلول الناجعة لمشاكل البيئة.

وقال في كلمته إنهم سيأخذون فكرة المشروع لطرحها في مؤتمر كوبنهاغن الذي سيناقش مشاكل المناخ وتغيراته على المستوى العالمي والمخاطر التي ستواجهها البشرية.

وأعرب عن أمله بأن يحظى هذا المشروع باهتمام خاص نظرا لتوظيف طاقة بديلة ونظيفة، ولأن انتشاره سيساعد على تقليل انبعاث الغازات المسببة للتغيرات المناخية.//وكالات /ادار تحرير صوت النرويج/

قد يعجيك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زات صلة