يوليو 12, 2023
صوت النرويج 03 فبراير 2009/اوسلو/ باريس/عقد في العاصمة الفرنسية باريس ، بتاريخ( 30 و31) من شهر كانون الثاني الماضي ، مؤتمر للتحالف الدولي لمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم في غزة. وقد حضر المؤتمر مندوبون عن حوالي أربعمائة جمعية ومنظمة حقوقية من مختلف أنحاء العالم تناقشوا على مدى يومين في آليات تنفيذ الدعوى التي تقدم بها التحالف أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
ألدستور التي واكبت أعمال المؤتمر التقت رئيس التحالف ألمحامي الفرنسي ( جيل ديفير) . وأحد أعضاء بعثة تقصي الحقائق التي سوف تغادر إلى غزة ألمحامي النرويجي (بال هادلير) فضلا عن بيسان النجا التي فقدت أمها وزوج أختها في غزة ، وكان لنا معهم الحديث التالي:
رئيس التحالف الدولي المحامي الفرنسي (جيل ديفير) قال:
نحن في غزة أمام حالة خاصة جدا من ناحية الجريمة ونوعها. هنا نحن اما وضع الضحية الأولى فيه هم المدنيون الذين يقبعون تحت الحصار منذ أشهر طويلة وهم لا يستطيعون الفرار بسب الحصار ، فضلا عن القصف من البر والجو والبحر الذي . وهذه الحالة لا تشبه الحالات الأخرى مثل لبنان أو العراق ، حيث كانت هناك حرب حقيقية بينما هنا نحن أمام قصف تقوم به جهة واحدة فقط. هناك جرائم حرب ونحن أمام خيارين من الناحية القانونية هما:
أ – دعاوى قضائية شخصية
ب – المحكمة الجنائية الدولية
بالنسبة للمحكمة الجنائية الدولية فهذه المؤسسة التي
أنشئت في العام 1998 وبدأت عملها عام 2002 ينقصها الكثير من ناحية النص القانوني ولا تحظى بالثقة. غير أننا لا يمكن أن نقول يجب الإبتعاد عنها ، من أجل هذا قمنا بتحضير كل ما يلزم من اجل تقديم ملف كامل ودقيق يتكون من عدة محاور:
أ – قمنا بتأليف تحالف من 400 جمعية دولية في مجالات عدة قانونية وحقوقية ونقابية تبنت رفع الدعوى القضائية.
ب – تمكنا من جمع عدد كبير من المحامين والقضاة وخبراء الشأن القانوني.
ج – قمنا بجمع الأدلة العامة منها إعلانات الأمم المتحدة وبيانات منظمات المجتمع المدني وتقارير وسائل الإعلام.ولم ندخل في تفاصيل الحالات الشخصية حيث تركناها إلى مرحلة ثانية بعد عودة فريق تقصي الحقائق الذي سوف يذهب غدا(امس) الأحد إلى غزة ، وهو مؤلف من أربعة خبراء في القانون لن نعلن عن أسمائهم حاليا بسبب حجم المراقبة الذي نتعرض له. وسوف يعمل هذا الفريق على الإتصال بجمعيات المجتمع الأهلي في غزة لجمع المعلومات والأدلة واخذ العينات ، عن حالات القتل المتعمد وتدمير المنازل واستعمال الأسلحة المحرمة دوليا. هناك حالات معينة رأيناها منها مثلا قصف المقابر الذي يقصد من ورائه إفهام الفلسطيني انه ليس له حق في ارض حتى في حالة الموت ، ألمقصود هو الجينة الفلسطينية بهذه الحرب.
في السياق يعرب جيل ديفير عن أمله في نجاح المسعى أمام المحكمة الجنائية الدولية ، على اعتبار أن غزة تمثل حالة خاصة من ناحية الفظائع التي ارتكبت وعدم وجود حرب حقيقة ، فهناك مدنيون ترمى عليم مناشير تهديد بقصف منازلهم ولا يملكون مكانا يذهبون إليه ، فيتم قصفهم وقتلهم بأسلحة محرمة ومن كل الإتجاهات.
«دعاوى السلطة والمجلس التشريعي»
في القضية التقنية حصل تقدم كبير يقول (ديفير) حيث تقدمت السلطة لفلسطينية ورئيس البرلمان الفلسطيني بدعاوى ضد إسرائيل ، وهذا يعني السلطة وحماس على أساس أن رئيس المجلس من الحركة. وقد ذهبت السلطة أبعد من ذلك حيث أعطت المحكمة الجنائية كل الصلاحيات التي تخولها التحقيق حول الجرائم التي ارتكبت في غزة ، وهذه الصلاحيات أعطيت عبر بيان وجه للمحكمة ، وقعه وزير العدل في السلطة على خشان. هذا يعني أن السلطة قالت ( لأوكمبو): أنا ليست لدي القدرة لفعل ما يجب ، لذلك أعطيك كل الصلاحيات اللازمة لفتح ملف تحقيق ، وهذا شيء مهم جدا من الناحية التقنية.
من ناحية الشكوى يقول (ديفير) انها قدمت يوم الخميس الواقع في 22 – 01 – 2009 . وهنا يحذر المحامي الفرنسي من الوقوع في خطأ الإعتقاد ان المحكمة الجنائية الدولية سوف تقوم بفتح تحقيق في مجازر غزة. فكل الذي حصل هو دعوى قدمت أمام المحكمة ، أما قضية التحقيق فهذا شأن آخر أمامه الكثير من العقبات السياسية ، ويمكن أن يتدخل مجلس الأمن فيها ويمنع حصولها. غير أن رفع دعوى يمكن أن يكون له تأثير على المدى الطويل حيث يمكن أن يأتي يوم ونرى زعماء إسرائيل يساقون عبر القضاء الدولي إلى المحاكمة. هذه خطوة قانونية تحاول أن تجلب العدالة إلى ارض فلسطين عبر القوانين الدولية. لدى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية مواد لفتح التحقيق ، لكن قوانين المحكمة هي التي تعرقل ذلك يقول (جيل ديفير).
في موضوع الدعاوى القضائية الفردية ، يقول (ديفير) أن هناك دعاوى سوف ترفع في إسبانيا ، وفي فرنسا عبر فتاة فرنسية قتلت أمها وزوج أختها. كما سوف ترفع دعاوى في المغرب أيضا وسوف نحث كل الذي يحملون جنسيات أجنبية وفقدوا أقارب أن يرفعوا دعاوى في بلدانهم ، وسوف نساعدهم في هذا الشأن.
بال هادلير:توثيق المطالب
بال هادلير محام من النرويج ، عضو الفريق المنتدب إلى غزة قال : هناك فريق من المحامين النرويجيين يقوم الآن بتحضير دعوى أمام القضاء النرويجي ، يتم من خلالها ملاحقة مسؤولين وعسكريين ومواطنين إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة. ويضيف المحامي النرويجي: أن المحامين سوف يطلبون أيضا اتخاذ قرارات باعتقال الأشخاص المتهمين ، عبر البوليس الدولي ( انتربول). نحن وثقنا مطالبنا بدرجة كبيرة نظريا ، وهذا يمكن أن يجعل الأمور تسير كما نريد ، بعد تجربة مرت خلال الصيف الماضي عندما تم اعتقال مجرم بوسني متهم بجرائم حرب وتم الحكم عليه بالسجن. غير أن المحامي النرويجي يعاود التحذير من الإفراط في التفاؤل موضحا( رغم التوثيق الجيد الذي قمنا به هناك إمكانية للتعطيل من قبل السياسيين عبر ممارسة الضغط على السلطات المولجة بمتابعة الأمر ، مضيفا أننا لسنا وحدنا ، لأن هناك دعاوى سوف ترفع في بلدان أخرى.
بيسان أبو النجا:نحن مع المقاومة
فتاة فلسطينية من قطاع غزة قتلت امها وزوج أختها تقول: انا بيسان ابوالنجا إبنة الدكتور جبر أبو النجا سفير فلسطين السابق في السنغال من حي تل الهوا في غزة ، أحمل الجنسية الفرنسية وسوف أتقدم بدعوى قضائية أمام المحاكم الفرنسية بعد مقتل أمي وزوج أختي وإصابة أختي بجروح خطيرة نتيجة قصف منزل أهلي في غزة. وتروي بيسان أنه بتاريخ ( 08 – 01 – )2009 قصف الجيش الإسرائيلي منزلهم في حي الهوا فاستشهدت أمها المغربية الأصل . مضيفة أن الجيش الإسرائيلي قام بقصف طواقم الإنقاذ التي حاولت التدخل لإنقاذ أهلها. وتقول بيسان أنها سوف توكل محامي التحالف في دعواها القضائية والتي سوف تكون دعوى شخصية أمام محكمة مدينة (بيزانسون ) الفرنسية على اعتبار أنها تقيم في هذه المدينة ، كما سوف يقوم أخوها برفع دعوى في النروج كونه يحمل الجنسية النروجية ، و سوف تقوم العائلة برفع دعوى قضائية في المغرب كون والدتها الشهيدة تحمل الجنسية المغربية. سوف أرفع دعوى على باراك والمسؤولين الإسرائيليين الآخرين ، تقول بيسان التي تأمل أن يأتي اليوم الذي يدفع فيه مجرمو إسرائيل ثمن جرائمهم. كلمة أخيرة قالتها بيسان في تحد رغم الألم البادي على وجهها : ( نحن مع المقاومة )./انتهى/ادارة تحرير صوت النرويج/جريدة الدستور.