يوليو 12, 2023
صوت النرويج 21 سبتمبر 2008/اوسلو/استوكهولم/ إقترحت الحكومة إدراج التغيب عن المدرسة في شهادة تسجيل العلامات الفصلية بالنسبة لتلاميذ المدارس الإبتدائية والمرحلة الثانوية، ويعني ذلك أن التلميذ سيحصل على نقاط أو علامات عن حضوره أوغيابه عن الصف، وبحسب وزير المدارس يان بيوركلوند فهذه هي الطريقة الأنسب للحد من ظاهرة تغيب التلاميذ عن مقاعد الدراسة. والمقصود بالتغيب هنا يضيف وزير المدارس هو عدم حضور التلميذ للفصل دون أن يكون له مبرر معقول لذلك.
ورغم أن وضع علا مات للمواضبة والتغيب معمول به اليوم، إلا أن المقترح الحكومي بحسب يان بيوركلوند يهدف إلى أخذ هذه المسألة بأكثر جدية، إذ وبمنح علامات عن التغيب سيطالب التلاميذ أنفسهم بتسجيل الحضور والغياب بطريقة أكثر دقة مما هي عليه اليوم.
محافظة ستوكهولم تطبق نظام منح علامات عن التغيب والحضور المدرسي، لكن التلاميذ هنا والمدرسين على حد سواء ينظرون ببعض الريبة إلى المقترح الحكومي.
أمندا مان التي تدرس بالصف التاسع تقول أن منح علامات مدرسية عن المواضبة لن يقضي على ظاهرة التغيب بما أن التلاميذ لا يأبهون بذلك والأولياء على علم بتغيب أطفالهم عن المدرسة.
يان آرونسون مدرس ومساعد مدير بمدرسة أوس أو الإبتدائية بستوكهولم يبدأ دروسه كجميع المدرسين بمناداة أسماء التلاميذ، ثم يقوم بتسجيل الغيابات بعد نهاية الفصل في نظام الغيابات المعمول به في المدرسة. وعن مقترح يبوركلوند بمنح علامات عن المواضبة والتغيب يقول أنه إذا كان هذا الإجراء يؤدي إلى مواضبة التلاميذ على الحضور فهو أمر جيد، لكن يضيف آرونسون، أنه يشك في أن ذلك سيتحقق.
ويجد المدرسون أنفسهم أيضا أمام إشكالية ماذا يمكن إعتباره تغيبا غير شرعيا وما هو الغياب الذي يمكن قبول إعذاراته، خاصة مع إنتشار ظاهرة القهار أي موبنينغ في الساحات المدرسية.
وينتقد السياسيون في ستوكهولم التي تعتمد نظاما مشابها لذلك الذي تقترح الحكومة تعميمه على جميع المدارس الإبتدائية والثانوية في البلاد، ينتقدون مقترح بيوركلوند. من بينهم روغر موغارت عضو المجلس الإستشاري لبلدية ستوكهولم عن الحزب الإشتراكي الديمقراطي الذي يقول أنه وفي غياب نتائج إيجابية ملموسة لهذا النموذج لإن دعوة الحكومة إلى تعميمه ماهي سوى محاولة للحكومة لتظهر أنها تأخذ المشكلة على محمل الجد.
محاولات الحد من ظاهرة الغيابات المتكررة عن الفصول المدرسية ليست بالجديدة، حيث تقرر في صائفة ألفين وستة إلزامية إعلام أولياء الأمر عند تغيب أطفالهم عن المدارس إبتدائية كانت أو ثانوية، لكنه لم يجرى لحد الآن أي تقييم لهذا الإجراء لمعرفة مفعوليته أم لا.
كما قامت مصلحة المدارس بإرسال إستطلاعات عن ظاهرة التغيب المدرسي إلى جميع البلديات، لكن الصعوبة لا تكمن في تحديد حجم ظاهرة التغيب بقدر ما تكمن في صعوبة تحديد أسبابها وبحسب البلديات فإن الأسباب غالبا ما تكون إجتماعية، بسيكولوجية وإجتماعية في آن واحد بالإضافة إلى عدم حصول التلاميذ على مساعدة من العائلة في المنزل.
لكن نظرة الأولياء مختلفة إلى المشكلة بحسب بيرغيتا أندرين مستشارة التعليم بمصلحة المدارس، فالأولياء يرون أن تغيب الأطفال عن مدارسهم يرجع إلى شعورهم بالتعرض إلى الإهانة وعدم تلقيهم للمساعدة التي هم بحاجة إليها من المدرسة.
التلاميذ يعتبرون من جهتهم المقترح الحكومي إجحافا في حقهم، إلياس كراوس تلميذ بالصف التاسع بإبتدائية أوس أو بستوكهولم يرى بأنه إذا حصل التلميذ على علامات جيدة في المواد الدراسية فلا يجب أخذ التغيب أو الحضور بعين الإعتبار.//انتهى/اذاعة السويد/ادارة تحرير صوت النرويج.