يوليو 12, 2023
صوت النرويج/الثلاثاء 8 يوليو/اوسلو/ كلنا سمعنا عن التحضير لجولة جديدة لمفاوضات غير مباشرة بين اسرائيل وسوريا بوساطة تركيا.كلا الطرفان يؤكدون ان المحادثات السابقة كانت بناءة وانها سوف تستمر وان البلدان يناشون امور اساسية ، وانها احرزت تقدما وهنالك تفاؤل حذر بإمكانية احراز تسوية سلمية بين الجانبين.
في السابق كان هناك اللوساطة الامريكية .أخر مرة سافر عندما سافر الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون في آذار / مارس 2000 الى جنيف والتقى نظيرة السوري الراحل حافظ الاسد في محاولة يائسة بين اسرائيل وسوريا.
كل القضايا التي تؤثر تأثيرا مباشرا هي نفسها اليوم كما كانت قبل ثماني سنوات ل. ولكنها هذه المرة الوسيط هو تركيا ، وليس الولايات المتحدة ، وهي القوة الدافعه والوسيط في المفاوضات.
هذا هو جزء الاتجاه السائد اليوم في الشرق الاوسط دول المنطقة نفسها تعمل لاحلال السلام وليس الولايات المتحدة او النرويج التي كانت دائما تذكر من قبل وسائل الاعلام على انها تتوسط لاحلال السلام مع العمل اننا كلنا في النرويج نشاهد ونسمع ان النرويج مهتمة بأن يعرفها العالم ولاينساها انها موجودة منذ اتفاق اوسلو وما زيارات وزير خارجية النرويج من وقت الى اخر الى المنطقة الا لتذكير العالم ان النرويج موجودة بالرغم اننا معظم النرويجين يعلمون استقبال كبار المسؤولين الفلسطينين او غيرهم من مسؤولي المنطقة يهدف الى الاستفادة فقط اقتصاديا من النرويج البلد الغني. كما ان المسؤولين النرويجين يحضرون انفسهم للمناصب اخرى رفيعا في المؤسسات الدولية بعد خروجهم من العمل السياسي في بلادهم وكم كان طريفا عندما علمت ان وزير خارجية النرويج كان مهتما جدا بالحصول على صورة شخصية مع العاهل السعودي الملك عبدالله خلال زيارته الاخيرة للسعودية لان مثل هذه الصورة مهمة له في سيرته الذاتية عندما يتقدم لوظائف عليا لاحقا خارج بلاده وليظهر للعالم انه على علاقة جيدة مع الملك السعودي الذي يعلم الجميع انه رجل متواضع ويخصص يوم في الاسبوع لاستقبال المواطنين السعودين العادين في قصره. المهم الوزير حصل على الصورة وقد سلمت له شخصيا في شهر مايوا ايار الماضي.
المهم الان ولا سيما خلال السنتين الماضيتين فإن الجهود الرامية الى التوفيق بين الكثير من الصراعات في الشرق الاوسط بصورة متزايدة تتم من قبل القيادات الحاكمة في المنطقة.
اتفاق مكة بين حركة الفتح و حركة حماس ،الذي كان في اذار / مارس من العام الماضى كان برعاية المملكه العربية السعودية على بالرغم من انتهاك الاتفاق بعد فترة قصيرة من الوقت ولكن السعودية لازالت تواصل عملها للتوفيق بين الطرفين.
دولة قطر دخلت عالم الوساطات هذا العام وحلت سنوات من الازمة في لبنان ، والتي مكنت اللبنانين اختيار رئيس جديد. وفي والعمل جاري من اجل اقامة حكومة جديدة في بيروت.
دولة مصر توسطت بين اسرائيل وحماس الذان اتفقا فى الشهر الماضى على وقف اطلاق النار، ولكن ليس القضاء عليها كليا من خلال استمرار الانتهاكات الاسرائلية وهجمات الصواريخ من قطاع غزة.الا ان المصريون لازالوا يعملون على تحقيق اتفاق تبادل الاسرى بين الطرفين.
نلاحظ افي نفس الوقت إن الولايات المتحدة الامريكية وهي اقوى ولها نفوذ في الشرق الاوسط أكثر من أي وقت مضى عاجزة على عمل شيئ. نعم لان الاميركيون منشغلين ومنهكين بما يجري بالعراق وافغانستان
ويعملون على مكافحه الجماعات “الارهابيه” من سوريا الى اليمن. وهي تعمل لتقويض نفوذ ايران في المنطقة. وهي منشغلة لضمان استمرار تدفق النفط من الدول العربية من الخليج الى الغرب اودعم حكام هذه الدول .
نلاحظ ان واشنطن تراجعت ولم تعد مهتمة جدا بإحداث تغيرات في المنطقة او المطالبة بنشر الديمقراطية وفق طريقتها. السبب ان التطورات في العراق أضعفت هيبة الولايات المتحدة الاقليمية. فمنذ ربيع هذا العام انخفض الخوف من امريكا وسياستها في المنطقة.
الاميركيون ترفضون الحديث او التفاوض مع جماعات الاسلامية تصفها بالراديكاليه مثل حزب الله في لبنان او حركة حماس في فلسطين. ولكنها لم تتمكن من منع الاسرائيليين الدخول في اتفاقات مع هذه المجموعات بمساعدة من الامم المتحدة ومصر.
كما لم تستطع منع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من زيارة بغداد ، وهي المدينة التي توجد فيها القوات الامريكية هى المسؤولة عن الامن.
يجب ان نشعر بفخر بكل ما تقوم به دول الشرق الاوسط من اجل احلال السلام بمنطقتها. نعم نحن قادرين على لعب دور كبير فى الدبلوماسية العالمية ، بالاضافة الى الى إستضافة المؤتمرات الرئيسية والاحداث الثقافي’ في العالم وليس بحاجة كل الوقت لنطلب من دول مثل النرويج والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي العمل على حل مشاكلنا. حتى موضوع السلام مع اسرائيل هنالك دول مثل الاردن ومصر يمكنها ان تلعب هذا الدور ويمكن ان تنسق مع الولايات المتحدة. لانه من الصعب ان نتصور ان اسرائيل والفلسطينيين سوف يتوصلون الى اتفاق تسوية سلميه من دون مشاركة الولايات المتحدة. ولكن هذا يعني ان القوى المحلية نفسها التي ينبغي ان ستلعب دورا مهما عندما يتعلق الامر بمستقبل المنطقة لان الولايات المتحدة لا تريد ان تفعل شيئا.
كل شيئ متوفر في الشرق الاوسط من موارد بشرية ونفط وغاز والمهم اللان هو دعم مشاريع التنمية المستدامة والديمقراطيه و تحسين نظام التعليم الحديث. والتركيز على بناء الاوطان واهم من ذلك هو التركيز على زيادة مشاركت العرب في مؤسسات المنظمات الدولية ولو كمتدربين لان دول مثل النرويج التي تقدم امولا كثيرة للامم المتحدة وتحصل من الامين العام للامم المتحدة على ارفع المناصب في المؤسسة الدولية وترسل بعض من ابناء بلدها للعمل في مؤسسات المنظمة الدولية ولذلك كل يوم نسمع عن سويدي او نرويجي او من فلندا عين مبعوثا للامين العام او مفوضا لحل قضية ما. نعم ولكن الكفاءات العربية قادرة ايضا على الحصول على مثل هذه المناصب وعلى القيادات العربية الاهتمام بهذا الامر من الان وفي السنوات القادمة وان لايبقى العرب على هامش السياسة الدولية ونسمع فقط بكلام معسول من كل زائر الى مسؤول عربي :ان بلدكم يلعب دورا في الاستقرار العالمي ونحن نثمن هذا الدور!// انتهى/اشرف الخضراء