قذيفة إسرائيلية تقتل 5 شقيقات فلسطينيات على فراشهن

صوت النرويج 30 ديسمبر 2008/اوسلو/جباليا غزة/ بكلمات غاضبة خلال تشييع بناته الخمس اللواتي ذهبن ضحايا القصف الاسرائيلي الذي استهدف مسجدا في مخيم جباليا شمال قطاع غزة فجر الاثنين 29-12-2008, وصف انور بعلوشة ما تقوم به إسرائيل من قصف للمدنيين بأنه “جريمة حرب”, وصرخ بألم “اريد محاكمة المسؤولين عن قتل بناتي”.

وقتلت جواهر ودينا وسمر واكرام وتحرير اللواتي تتراوح أعمارهن بين الرابعة والسابعة عشرة وهن في فراشهن, في الغارة التي استهدفت مسجد “عماد عقل” الملاصق
لمنزلهن المتواضع.

وقال الاب انور بعلوشة (37 عاما) الذي اصابته الشظايا في انحاء جسده وهو يغادر المستشفى متكئا على ذراعي اثنين من اقاربه, “كنا نائمين عندما سمعنا صوت انفجار ضخم وفجأة انهار علينا المسجد. كنت انا وزوجتي وابني وعمره سنة ونصف, وطفلتي الصغيرة وعمرها 15 يوما في غرفة, وبناتي السبع الباقيات, في غرفة اخرى. وجدنا انفسنا تحت الركام, ووصل الجيران وتم نقلنا فورا”.

وقال بعلوشة منفعلا وهو يتحدث بصعوبة والحزن “اطالب بمحاكمة قادة العدو. لو ان طفلا اسرائيليا قتل لقامت الدنيا ولم تقعد, ولانعقد مجلس الامن. اطفالهم دماؤهم غالية اما اطفالنا فدمهم رخيص عندهم. نحن نطالب دول العالم الحر ومؤسسات حقوق الانسان بتوفير الحماية لاطفالنا، كفى قتلا، كفى تدميرا”.

ولم تهدأ الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة منذ السبت واوقعت اكثر من 345 قتيلا و1420 جريحا. وتقول اسرائيل ان الغارات تستهدف مقار حركة حماس التي تسيطر على القطاع, غير ان بين القتلى والجرحى عشرات المدنيين بحسب المصادر الطبية.

واستهدفت الغارات 5 مساجد على الاقل بينها مسجد الشفاء المواجه لمستشفى الشفاء في مدينة غزة, حيث قتل 3 مدنيين. وادى قصف المساجد الى انهيار عدة منازل ملاصقة لها في احياء غزة المكتظة.

وقال بعلوشة “ما يحدث دمار واستهداف المدنيين الآمنين جريمة، كانت بناتي يدرسن استعدادا لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الاول قبل القصف, وبسبب انقطاع الكهرباء ذهبن للنوم، استشهدت خمس منهن”.

وجابت الجنازة التي شارك فيها المئات شوارع المخيم وقد حملت جثامين الفتيات على الاكتاف, وسط هتافات “الله اكبر ولله الحمد, حسبنا الله ونعم الوكيل, الله اكبر على اسرائيل, الله اكبر على امريكا, الله اكبر على كل المتآمرين على اهل غزة”.

ولفت الفتيات الخمس باعلام حماس كما تم وضع جثمان أصغرهن جواهر فوق انقاض المسجد المدمر للصلاة عليهن.

وقال عم الفتيات نافذ بعلوشة (40 عاما) وهو يحمل جثمان جواهر ابنة الاربعة اعوام “هذا عمل جبان قامت به قوات الاحتلال النازية المجرمة المتغطرسة، نريد ان نبعث رسالة الى الدول العربية بوقف الصمت العربي الذي يتهاون مع الاحتلال ويتلقى منه الاوامر”.

وقال نافذ زوجة اخي اصيبت بانهيار عصبي وهي في المستشفى مع اطفالها.

وروى جار عائلة بعلوشة كيف خرج الناس بعد القصف لتفقد ما جرى فشاهدوا المسجد مدمرا وسمعوا اصواتا تصرخ طلبا للمساعدة. وقال هاني ابو سوسف “حضر رجال الدفاع المدني واخذنا نعمل معهم لازالة الانقاض حتى فتحنا ثغرة في البيت من الخلف وقمنا باخراج الاب وزوجته واثنين من اطفاله, وبسبب الظلام لم نتمكن من مشاهدة البنات”.

أما محمد ضاهر الذي كان اول من دخل الى المنزل المدمر من تلك الثغرة فقال “سمعت صوت انين وبعد اضاءة المنطقة شاهدت يدا تتحرك وبدانا بازالة الركام. وجدنا فتاة على قيد الحياة وجثتين ثم ثلاثا، كن نائمات تحت بطانية في احدى زوايا الغرفة، بحثنا فوجدنا طفلة حية، المنزل صغير جدا, مساحته لا تتعدى 50 مترا، كان صعبا علينا ازالة الانقاض في هذه المساحة الضيقة”.

اما محمد شبر فوصف إزالة الانقاض بأنها “كانت صعبة، الركام كان مختلطا بملابس الاطفال ودفاترهم وحليب الاطفال”.

ويقع منزل عائلة بعلوشة في “بلوك 4” في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين والذي يعتبر الافقر في قطاع غزة. وخلف القصف الاسرائيلي في المخيم دمارا كبيرا, وادى الى احتراق عدد كبير من المحلات التجارية والسيارات.

وكانت الجرافات تعمل صباحا على فتح الطريق الذي اغلقه ركام المسجد الذي تم قصفه والمكون من 3 طبقات. //انتهى/وكالة ا ف ب/ادارة تحرير صوت النرويج

قد يعجيك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زات صلة