يوليو 12, 2023
صوت النرويج /الاحد 20 يوليو/اوسلو/ كوبنهاغن / يخرج صوتها من سماعة الهاتف خشناً كصوت امرأة عجوز فالساعات الطويلة من الرقص العاري وسط دخان ملاهي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن أثرت في اوتارها الصوتية.
لبنانية المولد ودنماركية المنشأ. لم تتجاوز الثلاثة والعشرين من العمر. اسمها الأصلي مهى ازربجاني (؟) حسب قولها ولكنها اتخذت اسماً فنياً (مايا اباباجاني) لأنه يوحي بخليط عربي وغربي من اجل تسويق نفسها في عالم الافلام الخلاعية التي اصبحت من نجماتها في الدول الاسكندينافية.
ولكن الثمن لم يكن سهلاً، فهي بعد ان اشتهرت في الدنمارك وكشفت اصلها العربي تلقت تهديدات بقطع رأسها. تقول مهى أو (مايا) مثلما ترغب في ان يطلق عليها، انها لا تعرف اهلها الاصليين في لبنان وانها لا تتذكر الكثير عن موطنها الأم لأنها غادرته، او بالاحرى أُرسلت منه الى الدنمارك وهي لم تتجاوز الرابعة من العمر لتعيش في كنف عائلة دنماركية تبنتها من احدى المؤسسات الدينية اللبنانية بحسب قولها.
وتحاول مهى ان تتذكر سنينها الاولى في لبنان وتقول انها ولدت في منطقة سهل البقاع اللبناني وكان عمرها ثلاث سنوات ونصف عندما “ادخلت الى احدى دور الحضانة الدينية في بيروت.
وقيل لي ان والدتي كانت في مقتبل العمر عندما قتلت مع شقيقتين لي. لا اعرف سبب موتهن او طريقته ولكن هناك من قال ان والدتي قتلت لأن هناك شبهات حول سلوكها، والبعض قال انها ماتت في الحرب”. لم تتمكن مهى من معرفة القصة الحقيقية لوالدتها، وكلما فاتحت والدتها (الدنماركية) بالتبني بالموضوع تقول لها: “لن تحصلي على معلومات عن خلفيتك مني إلا عندما اموت خوفاً من ان تهربي الى اهلك الاصليين”.
وتقول مايا انها ارسلت سنة 1985 الى الدنمارك وكان يوجد معها في دار الحضانة نحو 200 طفل آخرين وتؤكد انها لا تعرف اي شيء عن عائلتها “إذ قالوا لي ان اهلي ماتوا في الحرب، ولكن لم يذكروا لي في اي قرية او مدينة ولدت. انا اعتقد اني ولدت في البقاع”. وبصرف النظر عن خلفية مايا الدينية فإن شركات انتاج الافلام التي تعمل معها استغلت أصولها العربية من اجل تسويق الافلام الخلاعية، اذ لا يمر فيلم تشارك فيه مايا الا ويذكر انها من اصل عربي رغبة من الشركات في التسويق واللعب على وتر العرقيات. وتشرح مهى أو مايا ان القيمين على دار الحضانة في لبنان اتفقوا مع مركز للتبني في الدنمارك، وأشرفت عائلة دنماركية على تربيتها وعاشت مع أفرادها. ولكن عندما بلغت سن الخامسة عشرة دخلت عالماً بعيداً كل البعد عن عالم غالبية الفتيات في عمرها في الدول العربية، وتشرح “بدأت اقدم رقصات خلاعية (ستريبتيز) في ملاهٍ ليلية في كوبنهاغن.
وشعرت بالراحة في عملي فاستمرت بذلك لفترة ثم بدأت اظهر في مجلات خلاعية دنماركية. في احد الايام طلب مني احد منتجي الافلام الخلاعية الاشتراك في فيلم بدلاً من ممثلة تغيبت بسبب المرض، فلم امانع وأعجب المخرج بأدائي فطلب مني الاستمرار معه”. اشتركت مهى حتى الآن في تمثيل تسعة افلام خلاعية وأصبحت نجمة بورنوغرافية يتحدث الكثيرون عنها في الدنمارك، كما انها وقعت حديثاً عقد تمثيل مع منتج الافلام البورنوغرافية الشهير، الفنلندي ميكايل زيالي وقررت ترك عالم الموضة والمجلات الخلاعية نهائياً لتتفرغ للتمثيل، وتقول: “ان العمل امام الكاميرا يثيرني جنسياً وأشعر بأنني امرأة متكاملة، خصوصاً انني افرح المشاهدين الذين ازرع في مخيلتهم افكاراً تثيرهم”.
وتضيف انها تخطط للاستمرار في عالم التمثيل كي “اثبت اسمي كنجمة بورنوغرافية في الدول الاسكندينافية وثم انطلق الى دول اوروبا ولا امانع في الدخول الى العالم العربي”. ولا تخفي مايا انزعاج اهلها الدنماركيين من عملها اذ “لا يوجد اهل في الدنيا يفرحون لعمل مثل هذا لابنتهم ولكن هذا قراري الشخصي”.
ربما يحزن البعض على مصير “مهى “ولكنها شخصياً لا تبدي اي انزعاج من وضعها الحالي، لا بل على العكس فهي تبدي ارتياحاً كبيراً، ولكنها تؤكد انها تشعر احياناً بشوق لمعرفة اهلها الاصليين في لبنان الذي “يوجد في مكان ما في داخلي لا استطيع معرفة حجمه، الا انني اشعر ببعض الانتماء الى ذلك البلد الذي لا اعرفه ابداً”. وتضيف انها حاولت مراراً الاستفسار عن اهلها الاصليين وعن جذورها في لبنان الا انها لم تلقَ اي مساعدة من احد. اثارت مهى غضب الجالية الاسلامية في الدنمارك، وتقول انها كلما تشارك في ما يطلق عليه “المعارض الجنسية” تصادف عرباً ومسلمين يقولون: “ان شكلي عربي ويستفسرون عن جذوري. وعندما اقول لهم ان اهلي لبنانيون ينهالون عليّ بالشتائم ويهددون بقطع رأسي، ومنهم من يقول لي انني عار على المجتمع اللبناني. ولكن انا الآن لست لبنانية، فأنا تربيت في الدنمارك وأقدمت على خياري هذا بملء حريتي كامرأة دنماركية حرة ولا دخل لأحد في ذلك.
وتتسائل مهى طالما امثل عارا لهم لماذا مثل هذا الشباب العربي يزور المعارض الجنسية!
انا لا اتدخل في طرق حياة العرب وأحترمهم ولكن في الوقت نفسه لا ارضى ان يتدخل أحد في حياتي”. وتسأل مستغربة: “أنا اشترك في المعارض التي يزورها الكثير من الناس لأنني اعمل في هذا المجال، ولكن ماذا يفعل العرب الذين يطلقون شتائمهم وتهديداتهم في أمكنة كتلك المعارض”.
وعلى رغم المضايقات التي تتعرض لها مهى من افراد من الجالية العربية، فهي مصرة على الاستمرار في عالم تمثيل الافلام الخلاعية لأنها مقتنعة بما تقوم به “انني املك حريتي الشخصية ولا احد يجبرني على القيام بذلك، فعملي نابع من قناعاتي الشخصية كمواطنة دنماركية ليست عربية وانما لها جذور عربية. انا اتيت الى هنا وكنت طفلة صغيرة، ولا اعرف اي شيء عن المجتمع الذي ولدت فيه، ترعرعت في الدنمارك وأنا الآن دنماركية”.
لا تخفي مهى مخططاتها المستقبلية فهي تريد الزواج في المستقبل ولكن “لا اعرف حتى الآن من سأتزوج، قد يكون رجلاً وقد تكون امرأة من يشاركني حياتي في المستقبل. ولكنني فكرت بمستقبلي بعد ان اصبح في سن لا يسمح لي بالاستمرار بتمثيل الافلام الخلاعية، فأنا اريد ان اعمل مصممة ازياء”.
ولا يخفي اهم منتجي افلام الجنس في الدول الاسكندينافية رغباتهم في استئجار مهى لتشارك في تمثيل افلام يجنون منها الكثير من المال. فاسمها اصبح علامة إعلانية تسوق نفسها، إذ يكتب على غلاف فيلم جديد تحت صورتها “الشـابة العربيـة مايا”. ولكـنـها لا تخفي ان ما تقوله الآن وهي في سن التاسعة عشرة قد يختلف كلياً عندما تصبح في عمر اكبر او عندما تعرف المزيد عن جذورها في موطنها الاصلي، وتشــير الى انـها لـيـست الطـفلة الوحـيدة التي ارسلت من لبنان الى الدنمارك لغرض التبني اذ “بحسب معلوماتي، هناك عدد كبير من الاطفال اللبنانيين الذين ارسلوا الى الدنمارك بين فترتي 1980 و1985 بغرض التبني، منـهم من يعيش حياة جميلة ومنهم من فقد جذوره ووقع في ضياع بين المجتمعين”.
والى الآن لا توجد احصاءات بعدد الاطفال اللبنانيين الذين خرجوا عن نطاق الدائرة الاجتماعية المقبولة كالشابة مهى، ولكن الاكيد ان تلك الشابة ليست برهاناً وحيداً على ان الحرب اللبنانية لم تقتصر آثارها السلبية على الحدود الجغرافية لذلك البلد، بل هناك الكثير من سلبيات الحرب اللبنانية بدأت تظهر في دول بعيدة من لبنان.//انتهى/منتديات/ادرارة التحرير