يوليو 12, 2023
صوت النرويج 13 نوفمبر 2008/اوسلو/ستوكهولم/ هناك مايقارب الخمسين الف طفل من الذين يعانون كل عام من انفصال الوالدين, يقع هولاء الأطفال في موقف لايحسدون عليه خصوصا ان استمر الخلاف بين الوالدين حتى بعد الطلاق. في مقاطعة سوديرتيلية هناك مشروع فريد من نوعه يقوم بتنظيم دورات دراسية تساعد الأم والأب على معالجة مشاكل العناية بالأطفال في مرحلة مابعد الأنفصال. اطلق على المشروع اسم الأطفال ضمن نطاق تركيز الوالدين. سارة مطلقة منذ فترة ولديها اطفال ومازالت الخلافات قائمة بينها وبين طليقها مما يسبب بدوره المشاكل للأطفال ايضا.سارة واحدة من الذين شاركوا في هذه الدورات الدراسية واستفادوا منها.
”تعلمت من الدورة الدراسية ان اكون منفتحة وصريحة بشكل اكبر مع اطفالي بحسب مستوى استعابهم وهذا شيء احسن من ترك الأطفال من التفكير وتخيل اشياء لا اساس لها والبتالي ايقاع اللوم على انفسهم”.
اضافت سارة ان الدورة ساعدتها على ان تكون هادئة وتتجنب بعض الحورات الحادة مع طليقها امام الأطفال لكي تتمكن من حمايتهم من هذه الخلافات:
الدورة التعليمية مكونة من ثلاث مرات يجتمع فيها الاهالي على شكل مجموعات, الأباء والأمهات كل على حدا.يتعلم الأهالي فيها حقوق الأطفال عليهم وواجبات الأهل اتجاه الأطفال, تقول سارة انه من المهم ان يكون الأباء والامهات على قدر كافي من الصراحة دون اي تزييف او تغيير للحقائق في سبيل الحصول على مديح, الصراحة تساعد الجميع على الأستفادة من تجارب البعض.
اما اصعب ماشعرت به سارة اثناء الدورة التعليمية كان:
”كان لدي صعوبة في الحديث عن النزاعات والخلافات بيني وبين طليقي لأنها مركزة جدا وأتعرض خلالها لسماع كلمات لاذعة وتعليقات سخرية مثل انني لا انفع لشيء وانني احطم حياة طليقي الأقتصادية والأجتماعية, لذلك كنت بحاجة الى سماع ان ماأفعله ليس على هذه الدرجة من الخطأ وانه لايمكنني فعله بطريقة اخرى”.
تقول سارة ان هذه المجموعات تعني الكثير بالنسبة لها لأنه من الجيد سماع قصص وخبرات الأخرين والتي فيها ماهو احسن او اسوء من تجربة المرء الشخصية, بهذه الطريقة يشعر المرء بالقوة للشعور بأنه ليس وحيدا.
بدأ هذا المشروع منذ عام الفين وخمسة بالتعاون مع مجموعة من المنظمات منها ريدا بارنين او انقذوا الأطفال. شارك في الدورات التعليمية الى غاية الأن ثمانية عشر ام وتسعة عشر اب. كارين مورد من فري زون تقول انها شهدت الكثير من الخلافات التي تنعكس على رعاية الأطفال لأنه من السهولة تهميش الأطفال من قبل الأهل ومن قبل العاملين في المجالات الأجتماعية المختلفة بينما يجب ان يكون الأطفال اول من يؤخذوا بعين الأعتبار.
وبحسب الارقام المقدمة من مصلحة المحاكم زاد عدد الخلافات على حضانة الأطفال بعد الطلاق بنسبة خمسة وثلاثون بالمئة في الاربع سنوات الأخيرة, تكلف كل قضية المحكمة الأبتدائية حوالي خمسة عشر الف وستمئة كرون ماعدا مصاريف اخرى مثل المحامي والمصلحة الاجتماعية والنفسية وماشابه, بيرغيت كارلسون من مكتب حقوق العائلة في سوديرتيلية تقول انهم يقومون بسلسلة من البحوث والتحاليل بطلب من المحكمة الأبتدائية, يتم خلالها مقابلة الأهل عدة مرات والأطفال ايضا كذلك الأتصال بمدارس الاطفال وكل هذه الأجرائات تعني المزيد من الوقت والتكاليف:
اضافت بيرغيت ان هذه المصاريف ممكن تجنبها ان ركز الاهل بشكل اكبر على الأطفال وبهذه الطريقة يفوز الأهل ايضا بالجانب الأنساني المتعلق بتقوية العلاقة مع الاطفال.
سارة الام المطلقة تقول ان اطفالها استفادوا جدا من مشاركتها بهذه الدورة التعليمية حتى وان مازالت المشاكل مستمرة بينها وبين زوجها السابق:
”اتحدث الأن عن نفسي فقط وتجربتي الشخصية للموضوع مع اطفالي واؤكد لهم ان مايحصل بيني وبين والدهم ليس هم السبب فيه لكي لايشعروا بأي ذنب ولكي لايضطروا لأخذ اي جانب”.
سارة راضية جدا عن تجربتها في الدورة التعليمية والتي علمتها كيفية الثقة بالنفس واستمداد القوة والشئ الوحيد الذي ينقصها هو ان تكون هذه الدورات اطول لكي تكون الأستفادة اكثر.//انتهى/ادارة تحرير صوت النرويج /الاذاعة السويدية