يوليو 12, 2023
صوت النرويج 17 اكتوبر 2008/اوسلو/ ليست هناك حاجة لأن تترجل عن دراجتك وتدفعها إلى أعلى الطريق المنحدر أعلى تل بروباكن في تروندهايم لأن هذه المدينة التي تحتل المرتبة الثالثة في النرويج من حيث الحجم تفخر بأن لديها أول مصعد في العالم للدراجات والوحيد من نوعه.
وهذا المصعد الفريد ينقل برشاقة راكبي الدراجات على ارتفاع 130 مترا إلى قمة الجبل وذلك منذ عام 1993، ويستخدمه 30 ألف شخص في العام.
وتشير ليز المرشدة السياحية بالمدينة إلى محطة دخول راكبي الدراجات حيث يتم دعوة أبناء المدينة والسياح لوضع قدمهم اليمنى على شريحة معدنية بحجم القدم ليتم سحبهم إلى أعلى بلطف.
ويعد المصعد رمزا للابتكار في مدينة يهيمن التاريخ على صورتها في الداخل والخارج، فمدينة تروندهايم تستضيف أيضا كاتدرائية نيداروس التي تعكس قصة هذه الأرض الوعرة بشكل ليس له مثيل
وتشرح ليز للزوار أن المدينة أسسها ملك الفايكنج أولاف تريجافسون وهو محارب قاد قاربه الطويل في أعالي نهر نيد واستقر عام 997 في خليج قبل أن يتفرع النهر إلى روافد صخرية.
ولا يزال يوجد تمثال كبير للملك أولاف في السوق يراقب المدينة التي حملت أسماء عديدة عبر القرون، ولكنها عادت لتتسمى باسم تروندهايم عام 1930 حتى الآن بعد أن رفض المواطنون محاولة لتغيير اسمها إلى «نيداروس».
وتم تعميد الملك أولاف في فرنسا، وقام بأول جهد حقيقي لتحويل النرويج إلى المسيحية، وتشرح ليز قائلة: «إنه أراد أيضا أن يؤسس إمبراطورية للفايكنج تحت حكم ملك واحد».
وفي ذلك الوقت كان السيف أكثر قوة من الكلمة فحارب أولاف عدة معارك ضد أعدائه، ومات عام 1030 وعمره 35 عاما فقط، وتم رفع مكانته فيما بعد لوضع البطل القومي وبنوا له مقبرة فخمة حيث تقف الآن كاتدرائية نيداروس.
وبدأ بناء الكاتدرائية في القرن الحادي عشر تحت رعاية الملك أولاف وأصبحت دار العبادة هذه خليطا من المعمار الرومانيسكي والجرماني، واليوم يتلقى ملوك النرويج المباركة الرسمية لهم من الكنيسة في كاتدرائية نيداروس وتحفظ الشعارات والرموز الدالة على الملكية هناك.
ويعد الجدار الغربي الرائع هو الواجهة الرئيسية للكنيسة ويعرض سلسلة من الأشكال الزخرفية من بينها شكل يمثل كبير الملائكة ميكال كاملا وهو يحمل درعا ورمحا.
وتبدي ليز ملاحظة وتقول: إن وجهه يذكرك ببوب ديلان. وهذه ليست مصادفة، فالنحات الذي صور الشكل عام 1969 قال إنه اقتبس وجه بوب ديلان بعد ان ألهمه الموقف القوي الذي اتخذه هذا المغني الأمريكي ضد حرب فيتنام.
وبعيدا عن هذه الذكريات الحجرية حول الماضي فإن مدينة تروندهايم مكان فاتن يتدفق بحيوية الشباب، فثمة نحو 30 ألف طالب من السكان الذين يبلغ عددهم 165 ألفا، وهناك العديد من الحانات والمتاجر التي تنبض بالحيوية.
ومن وسط المدينة يمكن بشكل واضح رؤية التلال المحيطة التي ترتفع إلى مسافة عدة مئات من الأمتار وتشكل الخلفية الشتوية للتزلج على الجليد عبر البلاد وفي جبال الألب.
وأنشطة قضاء وقت الفراغ تدور حول الخليج النهري في تروندهايم، وتلعب المياه جزءا رئيسيا في حياة الناس ولا تزال أنشطة صيد الأسماك والتجارة لها أهميتها كمصادر للدخل، ومن ناحية أخرى يلعب قطاع الخدمات والإدارة دورا متزايد الأهمية في هذه المدينة مثلها في ذلك مثل بقية مناطق النرويج.//انتهى/ادارة تحرير صوت النرويج