المنصر العالمي السابق أشوك كولن يانق يكشف: دور مقلق للمنظمات النرويجية المسيحية والعالمية في تنصير المسلمين

صوت النرويج / 02 حزيران / اوسلو : اجرى المقابلة أيمن إبراهيم لصالح موقع الاستاذ عمر خالد

أشوك كولن يانق في سطور:

– ولد في السودان في مدينة يرول، منطقة البحيرات جنوب السودان، وتلقى تعليمه الابتدائي في المدينة نفسها.

– تلقى تعليمه الثانوي والعالي في أوغندا.

– درس في ولاية تكساس الأمريكية علم اللاهوت.

– كان والده مسؤول الكنيسة في شرق ووسط إفريقيا ومقرها أوغندا.

– حصل على عدة دبلومات في مجالات التخطيط وإدارة التعليم الكنسي، والتنصير، وتنمية المجتمع من النرويج وكينيا والخرطوم.

– حصل على ماجستير في مقارنة الأديان جامعة أكسفورد بريطانيا.

– تقلد العديد من المناصب الكنسية منها: ( مدير المنظمة النرويجية للعون الكنسي، مدير المنظمة النرويجية لرعاية الطفولة ).

– مدير منظمة درء الكوارث عن السودان وهي منظمة سويدية دانماركية هولندية.

– قسيس في الكنيسة الأسقفية بالخرطوم.

– مدير برامج الإنماء في الصومال وهي تابعة للأمم المتحدة.

– الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي بشرق ووسط إفريقيا (1992 1993م).

– مسؤول التعليم الكنسي العالمي في وسط وشرق إفريقيا.

– مدير كلية النيل للاهوت في السودان.

– أمين عام منظمة الشباب المسيحي عام 1987 – 1988م.

– أمين عام منظمة التضامن المسيحي في إفريقيا.

– اعتنق الإسلام عام 2002 م.

– وحالياً أمين عام منظمة التضامن الإسلامي لتنمية وإعمار السودان 2003م.

كشف أمين عام مجلس الكنائس العالمي لوسط وشرق إفريقيا سابقاً أشوك كولن يانق أبعاد المخطط الذي تتبعه آلاف المنظمات الغربية الكنسية في تنصير المسلمين، عبر وسائل وأساليب متعددة منها الغطاء الإنساني، وسلاح المعونات، وممارسة الضغوط على الحكومات العربية والإسلامية حتى تستجيب للمطالب الغربية.

وأكد أشوك في حوار موسع مع مجلة المجتمع أنه شارك في مؤتمر سري عقد في ولاية تكساس الأمريكية لدراسة أوضاع كل دولة إسلامية على حدة، واتخاذ الإجراءات المناسبة من أجل تنصير أبنائها، أو إبعادهم عن دينهم.

وقال: لقد كلفت بمهمة تسلم مبلغ مليون و800 ألف دولار من الكنيسة الهولندية، وتسليمه إلى نظيرتها المصرية بهدف إنفاقه على الحركات العلمانية، وبعض الأفراد في جهاز أمني رفيع لضرب حركة الإخوان المسلمين، والزج بأعضائها في السجون والمعتقلات حتى لو وصل الأمر إلى تصفية رموزها.

وأوضح أن أموال المؤسسات الاستثمارية الغربية العاملة في العالم العربي والإسلامي تذهب لرعاية الأنشطة التنصيرية، لافتاً إلى أن جميع الدول الإسلامية تشهد موجات واسعة من التنصير، وفيما يلي تفاصيل الحوار:

ما الدور الذي تقوم به المنظمات الغربية الخيرية في إفريقيا خاصة، والعالم العربي والإسلامي بصفة عامة؟

هي في حقيقتها منظمات كنسية تعمل تحت غطاء إنساني، لكن جوهر عملها تنصير المسلمين، أو إبعادهم عن دينهم بأساليب مدروسة ومتنوعة.

كم عدد المنظمات التي يرعاها مجلس الكنائس العالمي؟

هذا العدد من الصعب إحصاؤه، لكن أستطيع القول إنه بالآلاف، والسودان وحده يعمل فيه أكثر من 500 منظمة كنسية.

كيف تقوم المنظمات الكنسية بأعمال التنصير؟

المنظمات الكنسية أو بالأحرى التنصيرية لا تعمل عشوائياً، وإنما وفق دراسات وأبحاث دقيقة، فهي تدرس الدولة أو المنطقة المرشحة للتنصير من حيث خريطة أديانها وعددها، ومدى تمسك الناس بدينهم، ونوعية الأجناس، وتحديد احتياجات المنطقة من مال وغذاء، وتعليم وخدمات صحية وغيرها.

وأساليب التنصير كثيرة، وهي تختلف حسب دين الشخص المستهدف، ومدى تمسكه به، ومدى احتياجه إلى المال والصحة والتعليم وغير ذلك، فاللادينيون تدفعهم الحاجة إلى اعتناق المسيحية دون عناء إذا ما توافرت لهم احتياجاتهم، أما المسلمون فالمنظمات الكنسية تعمل في اتجاهين: إما تنصيرهم، أو إبعادهم عن دينهم، وأساليب تنصير المسلمين تقوم على الترغيب والتدرج والمرحلية.

وكيف كنتم تبعدون المسلم عن دينه؟

إذا كان متديناً كنا ندخل إليه من خلال بوابة الشهوات كالشهرة، أو التعليم، أو المنصب، أو النساء، وبأن يقوم أحد المنصرين بمصادقته، والوقوف على احتياجاته، والعمل على حل جميع مشكلاته حتى يصبح أسيراً له، ومعتمداً عليه بدرجة أساسية، ومن ثم يتحكم فيه، ويتحول تلقائياً إلى النصرانية، أو يبتعد عن دينه.

وإذا فشلتم في تحقيق أهدافكم في بعض البلاد ماذا كنتم تصنعون؟

إذا فشلنا في تحقيق مرادنا كنا نلجأ إلى أساليب أخرى كثيرة، منها الضغط على الحكومات التي لا تأخذ بتوجيهات الكنيسة عن طريق دول بعينها في الغرب، ونهدد بوقف الخدمات التي نقدمها لشعوبهم، وتلك الخدمات التي أصبحت لا غنى لهم عنها، ولا يستطيعون العيش من دونها، أو الخيار الآخر وهو فرض العقوبات عليها، وإثارة فتن واضطرابات داخلية.

ماذا عن مصادر الأموال التي تنفقها المنظمات الكنسية؟

يوجد في الدول الغربية عرف سائد بموجبه يتم اقتطاع 5% من مرتب كل موظف للتنصير، هذا فضلاً عن أن معظم المؤسسات الاستثمارية الغربية العاملة في إفريقيا وآسيا هي مؤسسات كنسية بالدرجة الأولى، أي أن أموالها تذهب لصالح أنشطة الكنيسة، وبدورها تقوم الكنيسة برعاية أنشطة التنصير، فالكنيسة المصرية مثلاً كانت ترعى أكثر من 10 آلاف طالب من جنوب السودان، وتعمل على تأهيلهم لكي يصبحوا منصرين وقساوسة.

من الملاحظ أنك تقلدت العديد من المناصب الكنسية الرفيعة كيف كنت تعيش في ظلها؟

المنظمات الغربية كانت تغدق علينا الأموال بلا حساب، وكانت توفر لنا كل ما نحتاجه من سيارات فارهة، ومساكن فاخرة، وأسفار إلى كل دول العالم، وكنا ننفق ببذخ شديد، ونعيش في ثراء وترف، غير أن كل ذلك لم يكن ليشعرني بالاستقرار النفسي، فكنت دائماً أشعر أن الأعمال التي نقوم بها غير متلائمة مع فطرتي، الأمر الذي كان يشعرني بالقلق.

كيف تركت كل هذا الترف وتحولت إلى الإسلام؟ وكيف اقتنعت به؟

الحمد لله لقد تركت للكنيسة كل شيء، وشعرت أنني ولدت من جديد، ومستقر نفسياً، بعد اعتناقي الإسلام عام 2002م رغم ما أعيشه الآن من شظف العيش، وقد تحولت إلى الإسلام عبر دراستي لمقارنة الأديان في مرحلة الماجستير، وخرجت بالنتائج التالية:

القرآن لا يحمل اسم مؤلف كما هو حال كل الأناجيل.

القرآن هو كلام الله – تعالى- فهو يتناول سيرة الرسل من سيدنا آدم وحتى سيدنا محمد.

السيرة النبوية تؤكد أن الإسلام هو أول دين وآخر دين.

جميع الرسل نادوا بالتوحيد اتساقاً مع الإسلام.

كل رسول كان لديه مهمة محددة، وأُرسل لقوم بعينهم، بينما جاءت الرسالة الإسلامية للناس كافة.

الكتب السابقة لا نستطيع أن نميز فيها بين كلام الله وكلام الرسول وكلام المؤلف، فكل ما قرأناه قال يوحنا وقال بطرس وقال…

كلام الله في الإسلام واضح، وأقوال الرسول وأفعاله معروفة، وسيرة النبي محددة، وهذا يدل على حفظ الله لهذا الدين.

الإسلام فيه عدالة ومساواة بين جميع المسلمين، ووضوح رؤية، أما في المسيحية فهناك أشياء كثيرة كنت أخجل منها بسبب عنصريتها، إذ كنت أخجل من لون بشرتي السوداء، فضلاً عن أن البشر في ظل المسيحية مستويات ودرجات، فالسود يصلون وحدهم، والبيض يصلون وحدهم، ففي الكنائس الأمريكية لا يستطيع الأسود أن يصلي في كنائس البيض، فوزير الخارجية الأمريكي نفسه كولن باول لا يستطيع أن يدخل كنيسة البيض ويخاطبهم، أما في الإسلام فلا يوجد هذا التمييز، فمن يسبق إلى المسجد يصلي في الصف الأول، والناس أمام الله سواسية، ويمكن أن يكون الإمام أسوداً أو أبيضاً لا فرق.

كيف تلقت الكنيسة خبر إسلامك؟

انزعجت بشدة، وعملت جاهدة على ارتدادي عن الإسلام بشتى الوسائل، ومن ذلك جاءت إلي وفود ولجان كثيرة من داخل السودان وخارجه، ومارست ضغوطاً كبيرة، وقدمت في سبيل ذلك إغراءات لا حدود لها، غير أنني بإسلامي الذي اعتنقته عن دراسة واقتناع أصبحت قوياً، ولم تنجح هذه المحاولات في إعادتي إلى النصرانية، ولما فقدت الكنيسة الأمل في ذلك هددتني بالتصفية الجسدية، وجندت بعض أتباعها لاغتيالي غير أنها لم تنجح في ذلك، وأنا الآن لا أسافر إلى الدول الغربية حتى لا أتعرض للقتل، كما أن موقعي القبلي يحميني، ففي إحدى المرات التي تعرضت فيها للقتل – وكتب الله لي النجاة – دافعت عني القبيلة، ومنذ إسلامي وأنا أشعر أنني في حماية الله – تعالى-، كما أنني كمسلم أصبحت مقتنعاً أن الموت حق، ولست خائفاً منه، فمن يمت دفاعاً عن إسلامه فهو شهيد، وأجره عند الله عظيم، أما المسيحيون واليهود فهم يحرصون على الحياة.

بعد أن أسلمت كيف رسمت مستقبلك؟

ألفت بعض الكتب منها ( لماذا أسلمت؟ )، وكتاب عن سماحة الإسلام، وآخر عن البدع المسيحية الحديثة، وتفرغت لدعوة غير المسلمين للإسلام، والمشاركة الفعلية والمنتجة في بناء السودان من خلال منظمة التضامن الإسلامي لتنمية وإعمار السودان التي أترأسها.

كتاب لماذا أسلمت ما أهم محاوره؟

عقدت فيه مقارنة بين الإسلام والأديان الأخرى، وكشفت عن التناقضات الموجودة في هذه الأديان، وتحدثت عن ثوابت الإسلام، وقد بهرني نظام توزيع المواريث في الإسلام، فالميراث في اليهودية موجود لكن بصورة غير مرضية وغير عادلة، وهو في المسيحية غير موجود أصلاً، أما الإسلام فقد عالجه بدقة وعدالة غير مسبوقة، حتى إن قبيلة الدينكا التي أنتمي إليها وهي قبيلة مسيحية طبقت نظام المواريث في الإسلام، ووجدت في ذلك حلاً لجميع نزاعاتها التي دامت فترات طويلة.

كما تحدثت في كتابي عن شمولية الإسلام لكل مناحي الحياة، وكيف أن الإسلام ينقل من يعتنقه ويؤمن به قولاً وعملاً نقلة كبيرة تسمو به، أما بقية الأديان ففيها صراعات بين تعاليم الأديان والثقافات، فهذه الأديان لا تغير من ثقافة من يعتنقها، حيث يمارس الشهوات والملذات كما يشاء، ولا حظ له من هذه الأديان إلا الاسم.

ما عدد الذين اتبعوك بعد أن أسلمت؟

بفضل الله أسلم على يدي أكثر من 150 ألفاً،
ومن القيادات الكنسية أسلم أكثر من 2500 من كبار القساوسة والمنصِّرين،
وجميعهم من جنوب السودان وجبال النوبة ومنطقة الأنجسنا.

وكيف أقنعت هذا العدد الكبير بالإسلام؟

من السهل جداً إقناع غير المسلم بالإسلام لأنه فارغ تماماً، ومن ثم فقد أوضحت لهم أن الإسلام دين لا شك في حقيقته،
وهو دين مميز عند الله
(( إن الدين عند الله الإسلام ))( آل عمران :19 )،
ويخاطب جميع البشر،
وهو دين يعالج جميع مشاكل الحياة،
كما أنني وجهت عدداً من الرسائل لكل من آمن بالمسيح وأحبه وأثبت فيها ما يلي:

إن الله واحد لا شريك له،
وأن الله ليس ثالث ثلاثة.

أن عيسى إنسان ورسول أرسله الله – عز وجل – إلى قومه، وليس إلهاً أو ابن إله.

أن عيسى رسول الله لبني إسرائيل،
وأن رسالته ليست عامة لكل الإنسانية،
وأنه ليس ابن الله الذي نزل ليضحي بنفسه للتكفير عن خطيئة البشر، ثم عاد مرة أخرى إلى السماء ليجلس على يمين أبيه!.

لكن ألم تثنك أوضاع المسلمين المتردية عن الدخول في الإسلام؟

لقد ذهلت عندما اعتنقت الإسلام ووجدت أن المسلمين لا يطبقونه في حياتهم، فقد حدد الله – تعالى- في الإسلام مصدرين للحياة المدنية والسياسية هما القرآن الكريم والسنة النبوية، ومع الأسف فإن المسلمين لا يحتكمون إليهما، والحكومات في الدول العربية والإسلامية لا تلتزم بالمنهج الإسلامي، ولهذا فإن ضعف المسلمين جاء نتيجة الابتعاد عن دينهم، وضعف إيمانهم، ولو تمسكوا به لقويت شوكتهم.

هل ثمة علاقة بين المنظمات الكنسية والصهيونية من واقع خبرتك؟

لقد زرت “إسرائيل” عدة مرات في إطار العلاقة الوطيدة التي تربط بين المنظمات الكنسية والدفاع عن “إسرائيل” وحمايتها، حتى إنني أصبحت أتحدث العبرية بطلاقة، وليس هناك فرق بين هذه المنظمات و”إسرائيل”، فالأهداف مشتركة وهي الحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية مسلمة في المنطقة حتى لا يشكل ذلك خطورة على مستقبل “إسرائيل” في المنطقة، ولهذا فإن الهجمة الغربية الآن ضد الإسلام والمسلمين تصب في مصلحة الصهيونية، وتعمل على حمايتها، ومن ثم فالدول الأقرب للإسلام مستهدفة من الغرب مثل: إيران، وأفغانستان، والسودان، وإذا رفضت الانصياع للغرب فإنها قد تتعرض للعقوبات.

والمساعدات التي تقدمها أمريكا لمصر لا تحصل عليها أية دولة أخرى لماذا؟

بسبب موقع مصر الاستراتيجي، ودورها في حماية “إسرائيل”، ولهذا لا تستطيع مصر أن ترفض طلباً لأمريكا لأنها أصبحت أسيرة مساعداتها، وأذكر أن أمريكا فرضت على مصر أن تفتح سفارة إسرائيلية رغم رفض الشعب المصري بكل فاعلياته، وأستطيع القول إن الغرب والكنيسة و”إسرائيل” اتحدوا على مواجهة الإسلام، ولكل طرف مهمة محددة في هذه المواجهة، فالكنيسة تقوم بدور التخطيط، والمنظمات الغربية تقوم بدور التنفيذ، واذا فشلت في مهمتها التنصيرية فإنها تلجأ إلى الحكومات الغربية لكي تمارس بدورها الضغوط على الحكومات الإسلامية لتنفيذ مقاصد الكنيسة.

نود أن تحدثنا عن بعض الممارسات الكنسية التي شاركت فيها ضد الإسلام والمسلمين؟

في عام 1981م عقد مؤتمر سري في مركز الأبحاث الاستراتيجية بولاية تكساس، وكنت أحد المشاركين الفاعلين في هذا المؤتمر، وكان شعاره كيف نواجه المد الإسلامي؟، وتم تقسيم الدول الإسلامية إلى دول أكثر فاعلية، وأكثر تطوراً مثل: مصر والعراق وباكستان، ودول أكثر حباً للإسلام مثل: إيران وأفغانستان وطاجيكستان والشيشان والسودان وتشاد وتركيا.

وأخضع المؤتمر كل دولة للدراسة على حدة، وأجابت الدراسة عن سؤال مهم هو كيف يمكن الدخول إلى شعوب هذه الدول والعمل على تنصيرها؟ فإذا لم يتحقق هذا الهدف تلجأ الكنيسة إلى خلق النزاعات الأهلية والفتن، وقد نجحوا في تحقيق ذلك في أفغانستان، وقسموا البلاد إلى جماعات، وأشعلوا الحرب فيما بينها، وقدموا جميع أشكال الدعم لكل مجموعة دون أخرى.

وحاولوا ذلك في إيران، ولعبوا على وتر الطائفية حتى لا تتحد الشيعة والسنة، وما توتر العلاقات بين الشيعة والسنة الآن في إيران ودول الخليج إلا نتاج للممارسات الكنسية، وحينما جاءت الكنيسة إلى السودان وجدت أن الإسلام هو الدين السائد في الجنوب، ووجدت أن السودان يجاور عدداً من الدول الإسلامية، فأمر الحاكم العام الإنجليزي للسودان في ذلك الوقت بسن قانون المناطق المكفولة، وهو القانون الذي يمنع السودانيين الشماليين من دخول الجنوب، والعكس حتى يتسنى نشر المسيحية في الجنوب، واستئصال الإسلام، وظل هذا القانون إلى عهد الاستقلال عام 1956م، وكان لهم ما أرادوا، والكنيسة الآن تخطط لضرب الحركة الإسلامية الحاكمة في السودان، لاعتقادها أنها تقف في مواجهة المد التنصيري.

وكيف خططت الكنيسة للنيل من الدول التي صنفتها ضمن الدول الأكثر تطوراً في هذا المؤتمر الذي شاركت فيه عام 1981م؟

من هذه الدول العراق ومصر وباكستان، وقد وضعها الغرب بإيعاز من الكنيسة تحت المجهر للتحكم فيها، وذلك من خلال خلق المشكلات والنزاعات الداخلية من ناحية، وبين هذه الدول وجيرانها من ناحية أخرى، وكان الهدف من ذلك وقف التقدم العلمي والتكنولوجي في هذه البلاد حماية الكيان الصهيوني، وبخصوص العراق فقد جاءت بريطانيا المستعمر القديم للعراق، وأقنعت صدام حسين بموجب بعض الخرائط أن الكويت من محافظات العراق، وشجعوه على ذلك، وكان لأمريكا دور كبير في إغراء صدام باحتلال الكويت، وبعد أن تورط صدام في احتلال الكويت لعبت أمريكا عدداً من السيناريوهات ما زالت تطبق حتى اليوم، وقد كان لها ما أرادت.

ما الدور الذي اضطلعت به شخصياً وما الجهات التي كنت تتعامل معها؟

لقد أوصى المؤتمر بضرورة استخدام العلمانيين في ضرب الحركة الإسلامية عن طريق دعم المجموعات العلمانية، والضغط على إحدى الحكومات العربية للزج بأعضاء الحركة الإسلامية في السجون والمعتقلات، ولو وصل الأمر إلى تصفية رموزها.

وانحصر دوري في هذا الشأن في تسلم وتوصيل مبلغ مليون و800 ألف دولار من الكنيسة في أمستردام (هولندا) إلى الكنيسة في هذا البلد العربي، بهدف إنفاقه على بعض الأفراد في جهاز أمني رفيع، وعلى الحركات العلمانية، لضرب حركة الإخوان المسلمين على وجه التحديد، وكان ذلك خلال عامي (1996م 1998م) وكانت ترد إلينا تقارير أولاً بأول، وكانت الجهات التي شاركت في هذا المخطط لا تعرف بعضها البعض.

ما الأشخاص والجهات التي شاركت في هذا المؤتمر؟

ممثلون عن الكنائس في الدول العربية والإسلامية والكنائس الغربية، وكان محور أعمال هذا المؤتمر: كيف تتحكم الكنيسة في جميع الدول العربية والإسلامية، إما عبر الغطاء الإنساني، أو الضغط على الحكومات أو غير ذلك من الأساليب التي ذكرتها سابقاً.

ألا ترى أن هذا الكلام الذي تقوله خطير وقد يعرض حياتك للخطر؟

أدرك ذلك، لكنني أردت أن أكشف حقيقة ما يدور في الدهاليز والأروقة الكنسية من استهدافات للإسلام والمسلمين، خاصة بعد أن أصبحت مسلماً، وأنا لم أعد أخشى الموت خاصة إذا كان دفاعاً عن دين عظيم كالإسلام.

أي البلاد العربية والإسلامية توجد فيها حركات تنصيرية؟

معظم البلاد العربية والإسلامية تشهد موجات عاتية من التنصير، ولكل دولة برامج خاصة بها، ويستطيع الغرب أن يبني أي عدد من الكنائس فيها، وله في ذلك أساليب مختلفة ومتنوعة.

في إطار مكافحة ما يسمى بالإرهاب الدولي يبدو أن هناك مخططاً لضرب العمل الخيري الإسلامي كيف ترى سيناريوهات هذا المخطط؟

تنامي المد الخيري الإسلامي أزعج المنظمات الكنسية، ومن ثم فقد اتخذت العديد من التدابير والإجراءات لوقفه ومنها ما يلي:

توجيه الحكومات العربية والإسلامية لإيقاف نشاط المنظمات الدعوية والخيرية الإسلامية.

العمل بكل السبل على وقف المنظمات الإسلامية حتى تخلو الساحة للمنظمات الكنسية لتعمل بدون منافسة حقيقية في مجال التنصير.

تنمية دور المنظمات الغربية التي تعمل تحت الغطاء الإنساني للقيام بمهمات استخباراتية، وجمع معلومات.

إذا فشلت الكنيسة في تحقيق مقاصدها تجند بعض الأتباع والعملاء لإحداث الفتن والتخريب، وزعزعة الاستقرار.

في تقديرك لماذا هذه الهجمة الغربية الشرسة ضد الجمعيات والهيئات الخيرية الإسلامية؟ ومتى بدأ هذا المخطط؟

لأن انتشار الإسلام بهذه السرعة الكبيرة يخيف أمريكا وأوروبا، ولهذا فإن الكنيسة تعمل على منع المنظمات الإسلامية من ممارسة العمل الخيري، وتجفيف منابعه، وتحجيم نشاطاته، وهذا المخطط بدأ منذ 20 عاماً، ونحن الآن في المراحل الختامية لتنفيذه، وإغلاق جميع المنظمات الخيرية ذات الطابع الإسلامي، لأن هذه المنظمات لها دور كبير في نشر الإسلام، وتحصين المسلمين ضد التنصير، وتوفير احتياجات الفقراء والمنكوبين، في الوقت الذي لا تعمل فيه المنظمات الكنسية إلا في مناطق الفاقة والحاجة والكوارث، والآن أصبح سيف الولايات المتحدة الأمريكية مسلطاً على الحكومات العربية والإسلامية لتحجيم العمل الخيري الإسلامي، وتجفيف مصادر الدخل والدعم حتى تتوقف هذه المنظمات الإسلامية عن أداء دورها الرسالي.

وما الرسالة التي تحب أن توجهها للمسلمين؟

إلى إخواني المسلمين أقول: لقد أنعم الله – عز وجل – عليكم بالإسلام فلا تهجروه، ولا تفرطوا فيه، لأنه ثروة حقيقية مستهدفة من الغرب المسيحي، وإن طبقتم الإسلام في حياتكم فسوف تكونون أقوياء، وسوف يخشاكم الغرب، وما عليكم إلا أن تهتموا بالعلم من أجل بناء قاعدة علمية تمكنكم مادياً وعلمياً من مواجهة المؤامرات والفتن، وفي تقديري لو طبق المسلمون 10% من دينهم في حياتهم لتفوقوا على الغرب، وتجاوزا كثيراً من مشكلاتهم، فما بالنا لو طبقوه كاملاً.

قد يعجيك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زات صلة