يوليو 12, 2023
صوت النرويج / 02 حزيران/ اوسلو / صحيفة الأندبندنت البريطانية يرد الكاتب الصحافي روبرت فيسك على أولئك الذين قالوا بوجود “صدام للحضارات” ويقول “إنها بالأحرى صبيانية الحضارات”.
فالأمر لا يتعلق برأيه بمواجهة بين الإسلام والعلمانية. لأن “المسلمين بكل بساطة ينظرون إلى نبيهم على أنه الرجل الذي اصطفاه الله لتلقي الوحي بينما ننظر نحن (في الغرب) إلى أنبيائنا على أنهم جزء من العهود التاريخية السحيقة لا يتلاءم مع حقوق الإنسان الحديثة”.
ويضيف فيسك: ” إن المسلمين ، وخلافا لنا نحن، يعيشون ديانتهم على الوجه الأكمل. وقد تمكنوا من الحفاظ على عقيدتهم رغم مطبات الدهر. ” ويقول: “لم يعد هنالك عدد كبير من المسيحيين في أوروبا. والحل لا يكمن في أن نهاجم ديانات العالم الأخرى ونتساءل لماذا لا يحق لنا أن نتهكم على النبي محمد”.
ويهاجم فيسك أيضا القادة السياسيين الذين تذرعوا- برأيه- بالقول إنه ليس بإمكانهم التدخل في السياسية التحريرية للصحف، ويقول: “لوكانت تلك الصور تحمل رسما لحاخام يهودي يرتدي قبعة في شكل قنبلة لقامت الدنيا ولم تقعد ولصكت آذاننا من كثرة الحديث عن المعاداة للسامية، تماما كما يشتكي الإسرائيليون من الرسوم المعادية للسامية في الصحف المصرية”.
ويضيف أن تشريعات بعض الدول ومن بينها فرنسا وألمانيا والنمسا تمنع نكران وقوع المحرقة اليهودية والآرمنية.
ويتابع روبرت فيسك قائلا إن الوقت غير مناسب لتسخين وجبة صمويل هنتينجتون حول صراع الحضارات. “فإيران يحكمها الأئمة. وكذلك الشأن في العراق الذي لم يكن يتوقع أن تؤدي فيه الانتخابات الديمقراطية إلى صعود حكومة أئمة، ولكن ذلك ما يحدث عندما تطيح بالطغاة.
وفي مصر فازت حركة “الإخوان المسلمون” ب 20 % من المقاعد في الانتخابات التشريعية الماضية. والآن لدينا حماس في “فلسطين”. أليس في كل هذا رسالة معينة فحواها أن السياسات الأمريكية بتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط لا تؤتي أكلها؟ فهؤلاء الملايين من الناخبين فضلوا الإسلام على الأنظمة الفاسدة التي فرضناها عليهم. وأن تأتي قضية الرسوم وتصب زيتها على هذه النار المشتعلة فإن الأمر في غاية الخطورة.”
ويقول فيسك في النهاية إن المسألة ليست هي تصوير النبي محمد لأن القرآن لا يحرم ذلك -حسن نظر الكاتب وهو خاطيء – بل إن ملايين المسلمين هم الذين يحرمونه. و إن أخطر ما في الأمر هو أن تلك الرسوم صورت النبي محمد بصورة العنف على الشكل الذي يصور به بن لادن وأعطت صورة عن الإسلام بأنه دين عنف، والأمر غير ذلك. إلا إذا كنا نريد أن نجعله كذلك.”
من جانبها تركز صحيفة التايمز على المظاهرات التي شهدتها العاصمة البريطانية لندن.
وتقول إن المتشدد الإسلامي عمر بكري محمد الذي كان يقيم ببريطانيا إلى وقت قريب أصدر ما أسمته بفتوى بإهدار دم المذيعين ورؤساء تحرير الصحف التي قامت بنشر الرسوم وعلى رأسهم مدير تحرير الصحيفة الدنماركية.
وفي موضع آخر، تعتبر الصحيفة أن إحجام الصحف البريطانية والأمريكية عن إعادة نشر الرسوم المثيرة للجدل، يأتي في محاولة من البلدين لتحسين صورتهما في العالم الإسلامي.
وتستعرض الصحيفة في مقال بإحدى الصفحات الداخلية المظاهرات التي شهدتها مختلف أرجاء العالم يوم الجمعة والمواقف وردود الأفعال الجديدة.
وتقول إنه في الوقت الذي تواصلت فيه المظاهرات في زنجبار والمالديف والسودان وأندونيسيا، واصلت بعض الصحف الأوروبية من جانبها نشر الرسوم.
إلا أن الكاتب الصحافي ماتيو باريس يرفض في مقال افتتاحي بالصحيفة رفض الأخيرة إعادة نشر الرسوم ويقول إن تلك الرسوم لم تكن تستحق النشر من قبل على اعتبار أنه فضلا عن طابعها الاستفزازي فإن قيمتها الفنية ضعيفة، إلا أنها الآن باتت برأيه تستحق النشر، بدعوى أن القراء يراودهم الفضول لمعرفة سبب الضجة القائمة.
أما صحيفة الجارديان، فنشرت في صفحة الرأي مقالين افتتاحيين أحدهما يدافع عن حق الصحف في نشر الرسوم فيما يرفض الآخر ذلك. ويعترف كاتب المقال الأول بأن الرسوم تضمنت إساءة متعمدة للمسلمين، إلا أنه يضيف أن التعرض للإساءة أيا كان حجمها لا ينبغي أن يكون مبررا للنيل من حرية التعبير، على حد تعبيره.
أما الافتتاحية الثانية فسلط صاحبها الضوء على رسم نشر عام 2002 في بريطانيا واعتبر آنذاك معاديا للسامية.
ويذكر صاحب المقال بالضجة التي قامت بها جماعات يهودية آنذاك أمام مقر الصحيفة التي نشرت الرسم الكاريكاتوري ويقول: ” لا أتذكر أن أحدا تحدث حينها عن وجوم صدام للحضارات عندما وقع تعارض بين القيم اليهودية وتقاليد الديمقراطية الغربية وحرية التعبير. كما أنني لا أتذكر أن صحفا أوروبية قامت بإعادة نشر الرسم المثير للجدل لإبداء التضامن.”
وتضيف الافتتاحية: ” إن حرية التعبير لا تعني بأي حال من الأحوال وجوب الإساءة للمشاعر أو ضرورة تجاهل الحساسيات العقدية؟وإذا كان تمسكنا بحرية التعبير يكتسي أهمية محققة، فإن وقوفنا ضد العنصرية ينبغي ألا يقل أهمية عنه.
وتختار صحيفة الديلي تلجراف زاوية أخرى لتناول الموضوع، حيث تركز على الموقف الأمريكي وتقول إن أمريكا اختارت أن تقف إلى جانب عشرات الآلاف من المسلمين الذين تظاهروا عبر أنحاء العالم.وتنقل الصحيفة عن رجل دين متشدد في النرويج قوله إن نشر الرسوم يعتبر إعلانا للحرب.
إلا أنها تنقل مواقف جهات إسلامية معتدلة ومن ضمنها موقف المجلس الإسلامي في النرويج الذي أصدر بيانا يقول فيه “إن المسلمين في النرويج طعنوا مرتين: الأولى عند نشر الرسوم والثانية عند إحراق علم بلادهم.”
وفيما توقفت باقي الصحف عند الجوانب السياسية للأزمة قالت صحيفة الفيننشل تايمز إن المقاطعة العربية للمنتجات الدنماركية وجهت ضربة موجعة للدنمارك، وقالت الصحيفة ان شركة نستلي السويسرية اضطرت لنشر إعلان تجاري لتوضيح أن اثنين من المنتجات التي شملتها المقاطعة هي سويسرية وليست دنماركية.
وأضافت أن الشركة عمدت إلى ذلك بعد أن لاحظت وجود تراجع في مبيعاتها بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
واعتبرت الفيننشل تايمز أن ذلك يعكس التخوف الذي يساور كبريات الشركات من خطر المقاطعة الذي بدأ يأخذ حجما كبيرا خصوصا في العاصمة المصرية القاهرة التي تعتبر أكبر الأسواق العربية بحوالي 17 مليون نسمة. وتضرب الصحيفة مثلا عن الخسائر بشركة آرلا فود الدنماركية التي تكبدت أكبر الخسائر في سوق الشرق الأوسط التي سجلت فيها حضورا قويا دام أربعة عقود.
صحيفة التايمز خصصت صفحتها الاولى بالكامل لهذا الموضوع مع نشر صورة لمسلح فلسطيني امام علم للاتحاد الاوروبي.
وعنونت الصحيفة تقريرها على الشكل التالي “حرب الرسوم وصراع الحضارات”.
وفي الصفحات الداخلية تغطية واسعة للموضوع منها تقرير احتل صفحتين وكان عنوانه “الغرب يسعى لاحتواء التوتر ومسلحون يهددون بالقتل”. كما خصصت التايمز معظم صفحة رسائل القراء للموضوع نفسه. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها انها “تحقيقا للتوازن اختارت عدم نشر الرسوم ولكن زودت القراء الذين يودون الاطلاع عليها بعناوين المواقع التي تمكنهم من ذلك”.
واضافت انه لا يمكن اتخاذ مواقف قاطعة في مسألة كهذه معتبرة انه “لا يمكن لاتباع دين يعتبر نشر صور للنبي نوعا من الوثنية ان يقرروا فرض الامر نفسه على أي شخص آخر وفي كل الظروف”.
لكن الصحيفة تضيف “ان ربط النبي بتفجيرات انتحارية يزعم انها ترتكب باسمه هو دعوة لاثارة الفتنة”.
وتابعت التايمز انها “كانت ستتحفظ على نشر رسم للمسيح مرتديا زيا نازيا لان اتباع هتلر ارتكبوا جرائم بشعة باسم المسيحية”.
الاندبندنت عنونت صفحتها الاولى “ما ثمن حرية التعبير؟”.
ونشرت الصحيفة صورتين متقابلتين الاولى من غزة لمسلحين يصوبان بندقيتهما على مدخل مقر الاتحاد الاوروبي احتجاجا على الرسوم المسيئة للنبي. اما الصورة الثانية فكانت لنيك جريفين زعيم الحزب القومي البريطاني الذي ينتمي الى التيار اليميني المتطرف، بعد ان تمت تبرئته من تهمة الكراهية العنصرية. وكان اول ما فعله جريفين بعد تبرئته هو تعهده بألا يتوقف عن تصريحاته المثيرة للجدل.
وفي افتتاحيتها تقول الاندبندنت “لا شك في ان الصحف يجب ان يكون لها حق نشر الرسوم التي يراها بعض الناس مستفزة، وفي المجتمعات الحرة من الطبيعي ان تكون حرية الحديث وغيرها من انواع التعبير مصانة”.
وتضيف الصحيفة “لكن من المهم التمييز بين امتلاك الحق واستخدامه، اذ ان رئيس تحرير صحيفة فرانسوا سوار كان لديه الحق في اعادة نشر الرسوم التي تسيء الى النبي محمد والتي سبق ان اثارت جدلا في الصحف الدنماركية”. لكن من خلال قيامه بذلك، تقول الصحيفة، فانه “كان يرمي الوقود على لهيب نيران يظهر بوضوح انها تتحول الى حريق دولي”.
و في “الفايننشال تايمز” تقرير احتل صدارة الصفحة الاولى ونقرأ فيه العنوان التالي “الرسوم تثير غضبا اسلاميا”. وقالت الصحيفة ان مسألة الرسوم المسيئة للنبي تحولت الى خلاف دولي اثار اخطر نزاع ثقافي مع العالم الاسلامي منذ قضية سلمان رشدي.
“اللعب بالنار” هكذا عنونت الفايننشال تايمز افتتاحيتها قائلة ان حرية الحديث هي احدى اهم الحريات في المجتمعات الغربية، لكن هذه الحرية، تقول الصحيفة، ليست مطلقة “فلا يحق مثلا لشخص ما ان يصرخ “حريق” وسط مسرح مزدحم”.
على ان الصحيفة تنتقد “الطريقة التي يذعن بها القادة العرب في مثل هذه المسائل للمؤسسات الدينية التي يعتمدون عليها لتبرير حكمهم السلطوي”.
“الديلي تلجراف” اتخذت في افتتاحيتها خطا انتقاديا للطريقة التي تعاملت بها الجاليات الاسلامية مع مسألة الرسوم.
وقالت الصحيفة ان “حرية جرح المشاعر في اطار القانون تمثل ركنا اساسيا من اركان حرية التعبير، والمسلمون الذين اختاروا ان يعيشوا في الغرب يجب ان يتقبلوا ان لدينا الحق في التعبير عن قيمنا”. التغطية الاخبارية للقضية في الصحيفة جاءت على شكل تقرير نشر في صدارة الصفحة الاولى وكان عنوانه” تهديد بيوم غضب حيال رسوم النبي”. الصحيفة تنقل عن عالم دين مسلم يدعى احمد عكاري قوله انه حضراجتماعا هذا الاسبوع مع اجهزة الاستخبارات الدنماركية التي وصفت الموقف بأنه “متوتر جدا جدا”.
وقال انه تم ارسال رسائل نصية الى اجهزة الهاتف المحمول لبعض الشبان المسلمين “تبلغهم فيها بضرورة ألا يردوا على استفزازات قد يقوم بها بعض المتطرفين اليمينيين مثل حرق القرآن لكنني اعلم ان بعض المسلمين لن يستجيبوا لذلك”.
وقال ان مستوى الغضب “عال جدا” لدى المسلمين في اوروبا والعالم محذرا من وقوع عمليات عنف في أي لحظة.
اما الجارديان فقد كانت الصحيفة البريطانية الوحيدة التي لم تنشر تداعيات قضية الرسوم على صفحتها الاولى.
وخصصت صفحتها الثالثة للقضية تحت عنوان رئيس هو “حرية التعبير” وتحته عنوان آخر “منظمات اسلامية مسلحة تتعهد خطف اوروبيين مع تصاعد الغضب حول الرسوم”. قضية المظاهرات الغاضبة التي تجتاح العالم الإسلامي بسبب نشر الرسوم الساخرة بحق الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، تصدرت غالبية الصحف البريطانية التي تناولتها بالتغطية والتحليل والتعليق والرأي و الرأي الآخر.
تحت عنوان كبير على صدر صفتحها الافتتاحية :”سفارات تأكلها النيران مع انتشار غضب المسلمين” أبرزت “الأوبزيرفر” أهم التطورات التي تشهدها القضية من مظاهرات في مختلف أنحاء العالم، والتي وصلت من القوة إلى حد إحراق السفارتين الدنماركية والنرويجية في العاصمة السورية دمشق خلال مظاهرة شارك فيها آلاف من المتظاهرين الغاضبين رغم وجود المئات من قوات مكافحة الشغب.
كما تناولت الصحيفة، وهو ما شاطرتها فيه صحيفة “الصندي تلغراف”، قضية طلب وجهه أعضاء في حزب المحافظين البريطاني بضرورة أن تقوم الشرطة البريطانية بإجراء تحقيق مع أشخاص رفعوا شعارات متطرفة خلال تلك التظاهرات، ولاسيما في لندن، نادوا فيها بالقتل والعمل على الانتقام من أوروبا بتنفيذ عمليات انتحارية، على غرار هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر في الولايات المتحدة، والسابع من تموز/يوليو في لندن.
ومن عنوان “الحرية في مواجهة الإيمان :عاصفة من نار” ، وعنوان” هذه الرسوم الكاريكاتورية لا تدافع عن حرية التعبير بل تهددها” في صحيفة “الصندي تايمز”، إلى عناوين “الحرية في الكلام والحرية في إثارة الغضب” في صفحة “الإنديبندنت”، وعنوان” هذه حماقة وليست صراع حضارات” في “الصندي تلغراف”، وغيرها في صحف أخرى، طغى على المقالات المكتوبة الجدل الدائر حول حدود حرية التعبير، وإن كان من حق شخص أو جهة الانتقاص من أو احتقار معتقدات أو مقدسات أتباع دين ما تحت مسوغ حرية التعبير.
ورغم إعلان جميع من كتب تلك المقالات التمسك بحرية التعبير، إلا أن غالبيتهم انتقدوا إساءة استخدامها على النحو الذي تصرفت به بعض الصحف الأوروبية. ففي صفحة التعليق في صحيفة “الصندي تايمز” يقول سيمون جينكيز إنه “لا وجود لحق مطلق لأي شخص بالحرية” وإن “الحضارة هي قصة تضحية الإنسان بالحرية من أجل أن يعيش البشر بوئام”.
ويقول جينكيز “إنه ما كان على الصحيفة اليمينية الدنماركية أن تنشر الرسوم المسيئة وإنه ما كان على الصحف الأوروبية أن تعيد نشرها”.
كما يقول من ناحية أخرى “إنه ليس على الحكومات الأوروبية تقديم اعتذار”.
ويتابع جينكينز تعليقه فيضرب مثلا بالبريطانيين فيقول “إنه رغم موقفهم الخشن اتجاه الدين إلا أنه ما من جريدة يمكن أن تسمح لرسام كاريكاتور بأن يصور المسيح (عليه السلام) وهو يقوم بإسقاط قنابل عنقودية ,أو يسخر من “المحرقة” أو “الهولوكوست”.
ويصف جينكيز الأسباب التي ساقتها الصحيفة الدنماركية لنشر الرسوم بأنها “كلام فارغ” ويصف الرسوم بأنها “مسيئة ومثيرة للغضب”.
ويقول جينكيز “إن مطالبة الصحيفة الدنماركية للصحف في أوروبا بالتضامن معها، ونعت من يشعر بالإساءة من الرسوم بأنه أصولي يكاد يصل إلى حد إثارة المشاعر العنصرية”.
ويتكلم جينكيز عن حال المهاجرين المسلمين في الدول الأوربية، فينتقد الجو السائد نحوهم فيقول:”معظم المهاجرين المسلمين في أوروبا جاؤوا بحثا عن عمل وعن الأمن. لقد قبلوا بالتمييز العنصري ضدهم والتبعيةالثقافية ثمنا لقبولهم. لكن الأمر المثير للدهشة أن كثيرين من الأوروبيين ينظرون إلى هذه التبعية على أنها شيء معقول وطبيعي.”
ويردف جينكيز فيقول:”لكن ما لم يتوقعه المسلمون أن قبولهم في المجتمعات الأوروبية يتطلب منهم تحمل الاستهزاء بدينهم والشعور بالذنب بربطهم بالمتطرفين في الشرق الأوسط.”
ويضيف:” إن الإسلام دين قديم و سام، وإن تعاليمه مثل تعاليم المسيحية، قد تؤول بأشكال مختلفة، وقد تستخدم لغايات عنيفة، لكن الإسلام في جوهره دين صفاء وبساطة.”
وينضم جون كايسي في “الصندي تلغراف” إلى رأي جينكيز فيقول “إن الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية التي سببت هذا القدر من الاحتجاجات ناجمة عن جهل الغرب بالإسلام.”
ويضيف بالقول: “مشكلة تلك الرسوم أنها تنم عن الحماقة، كما أنها تقوم على جهل تاريخي، وهي بالتالي تدل على ذوق فظيع”.
ويقول كايسي:” نعلم جميعا أن الإسلام يأمر بالجهاد، وذلك قد يعني إما الجهاد الروحي أو القتال الفعلي من أجل الدين. أما الافتراض، كما افترضت الصحيفة الدنماركية، أن الإسلام هو لذلك دين مكرس للإرهاب، فهو افتراض يماثل في سخافته افتراض أن المسيحيةمكرسةللغزو والقمع والقتل بسبب الحملات الصليبية ومحاكم التفتيش وطرد اليهود والمسلمين من إسبانيا.(الأندلس)
في صحيفة “الصندي تلغراف” هناك كلام يظهر قلق المحرر من الشعارات المتطرفة النارية التي تفوه بها المحتجون المسلمون خارج السفارة الدنماركية في لندن، وهي شعارات دعا بعضهم فيها للقتل وتنفيذ هجمات انتحارية في أوروبا.
ويقول “إن شعارات وهتافات بعض المتظاهرين في لندن مثل “اقطعوا رقاب من يهين الإسلام”، و”سوف تدفعين الثمن يا بريطانيا”، و “سبعة/ سبعة على الطريق”، كلها تجعل من المستحيل إجراء حوار حر حول هذه القضية.”
ويبرز المحرر كلام وزير الخارجية البريطاني عن “الحق في حرية التعبير، لكن دون أن يتجاوزه إلى الإهانة وإثارة الغضب وتأجيج المشاعر دون مبرر”.
وتحت عنوان “كاريكاتور إسلامي يثير غضب اليهود في بريطانيا” تتحدث “الإندبنيدينت”عن الجدل والغضب الذي شعر به عدد من النواب البريطانيين وجماعات يهودية بقيام صحيفة بريطانية أسبوعية هي”مسلم ويكلي” بنشر رسم كاريكاتوري يصور القائم بأعمال رئيسالوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يرتدي قلادة تحمل نجمة سداسية كبيرة، بأنفه المعقوف، بين شخصيات تمثل الرئيس الأمريكي جورج بوش والرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير وهم يحتجون غاضبين على شخص يمثل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وهو يصنع سجادة عليها شعار نووي بينما أمام هؤلاء الزعماء كومة من السجاد عليها نفس الشعار، في إشارة إلى غضب دول هؤلاء الزعماء من مساعي إيران لدخول النادي النووي معهم.
ووصف عضو مجلس النواب البريطاني عن حزب العمال “أندرو سيمور” الذي تقدم بشكوى رسمية ضد الصحيفة الرسم بأنه “شنيع ويعبر عن ذوق سيئ.”
ويضيف سيمور: إن الرسم يذكرنا بصحيفة “داي ستورمير” النازية. إنه يظهر بوضوح ويثير الكراهية ضد اليهود”.
ويقول :”أنا أتعاطف مع شكاوى المسلمين من الرسوم التي ظهرت في الدنمارك، لكنه من النفاق نشر رسم كاريكاتوري مثل هذا.”
لكن [/b]الجريدة ردت بالقول “إن الرسم مجرد كاريكاتور مثير للعواطف وليس الهدف منه الإساءة أو تكوين آراء مقولبة عن شخص.//انتهى/نقلا عن صوت اليمن في فبراير 2006 /اشرف الخضراء