كاتب سويدي يريد ضم الدول العربية للأتحاد الأوروبي

صوت النرويج 13 أبريل 2009/استوكهولم/ كانت شعوب أوروبا على مدى القرون شعوبا مختلطة إثنيا، دينيا وثقافيا، ولذلك فإن الإدعاء بأن الإنسان الأوروبي إنسان أبيض ومسيحي الديانة في المقام الأول هو هراء لا أساس له من الصحة.

بالنسبة لآرنى ريت فإن تعريف الأوروبي لا يحتاج إلى قدرات ذكاء عالية فالأوروبي هو وبكل بساطة الشخص الذي يقيم في أوروبا رغم أن رسم حدود للقارة الأوروبية صعب وخاصة في جهتها الشرقية.

آرني ريت الصحفي والكاتب المعروف محليا في السويد وكذلك أوروبيا ولد فيما يسمى الأن بولاندا لكنه كبر وترعرع في السويد ومعروف عنه إهتمامته الكبيرة بالقضايا الإنسانية العابرة للحدود، آرنى ريت يقول أن أكبر نجاح حققه الإتحاد الأوروبي هو تجنيبه القارة العجوز حربا عالمية ثالثة:

– في الواقع لم تحدث حربا جديدة على الأقل خلال حياتي فأنا مولود بالضبط عند نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويؤكد الصحفي والكاتب آرنى ريت يجب أن لا ننسى أن الفكرة من وراء إنشاء الإتحاد الأوروبي جاءت نتيجة الحرب العالمية الثانية والتي كانت حربا عالمية لكنها بدأت ودارت أطوارها في القارة الأوروبية، وبعد إنتهاء الحرب إلتقت إهتمامات القادة الأوروبيين ومن بينهم رئيس الوزراء البريطاني وينستن تشرشيل عند عدم الدخول في حرب أخرى، وأنه يجب إيجاد إيطار أو إتحاد تطرح فيه وتحل فيه الصراعات بين البلدان الأوروبية دون اللجوء إلى الحرب.

لكن أوروبا ألفين وتسعة مختلفة تماما عن أوروبا عهد تشرشيل، فأوروبا اليوم تضم ملايين المهاجرين من غير الأوروبيين، فهل يمكن إعتبارهم أوروبيون أيضا، أم أن الإنسان الأوروبي كما يدعي بعض المحاورين إنسان أبيض ومن ديانة مسيحية، عن هذا يجيب آرنى ريت ويقول أن الأوروبيين هم كل من يقيم ويعيش في بلد داخل القارة الأوروبية، فالموضوع يتعلق وببساطة بعنوان المسكن. ثم إن أوروبا شهدت إختلاطا بين الشعوب على مدى التاريخ، فحتى جارتنا القريبة فنلند تضم أقلية مسلمة من أقدم الأقليات في أوروبا.

ليس هذا فقط، بل إن الجاليات المهاجرة في أوروبا يضيف آرنى ريت هي أكثر أوروبية من الأوروبيين الأصليين، فأنا لدي أصدقاء من أصول مهاجرة لديهم إتصالات وعلاقات مع أبناء أوطانهم الأصلية الذي يعيشون في بلدان أخرى في أوروبا فهم إذن على إتصال أكبر مع أوروبا من الأشخاص الآخرين.

بعض الأفكار لقيت نجاحتا في الإتحاد الأوروبي ومنها اليورو العملة الأوروبية الموحدة، لكن البعض تعثر ومنها مسودة الدستور الأوروبي التي لقيت معارضة لدى شعوب بعض البلدان الأاوروبية لكن هذا الرفض لا يعتبر هزيمة للإتحاد الأوروبي يقول آرنى ريت بل هو إشارة إلى أن الإتحاد بصحة ديمقراطية جيدة.

لكن آرنى ريت يشير إلى ضرورة التذكر والإدراك دائما أن الإتحاد الأوروبي كمشروع لم يحسم بعد، فهو عبارة عن تجربة سياسية تعود إلى عقد الخمسينيات لكن ليس هناك ضمان لنجاح المشروع مستقبلا وخاصة في ظرف الأزمة الإقتصادية العالمية المتفاقمة حاليا والتي قد تحمل بعض الدول الأوروبية إلى إعادة حساباتها ووضع مصلحتها الوطنية أولا وهو ما لا يتماشى مع جوهر أيديولوجية الإتحاد الأوروبي.

ويربط آرنى ريت نجاح المشروع الأوروبي بالعمل على جعله أكثر ديموقراطية وهنا يمكن للسويد أن تلعب دورا رائد لأن السويد البلد الوحيد في العالم الذي يعتمد مبدأ علنية الوثائق الرسمية، حكومية كانت أو بوليسية أو قضائية وغيرها.

ورغم التحديات اليومية التي يواجهها الإتحاد الأوروبي فإن آرنى ريت يبقى متفائلا بمستقبله، ويقول أن حلمه هو توسيع الإتحاد الأوروبي ليشمل الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، بما فيها البلدان العربية وإسرائيل. الحلم يبدو أقرب إلى الخيال والجنون بالنظر إلى الواقع الحالي يقول آرني ريت ويضيف، لكن الشخص الذي تحدث عند نهاية الحرب العالمية الثانية عن وحدة أوروبية تجنب القارة العجوز حربا أخرى لمدة جيلين أو ثلاثة، فإن هذا الشخص وصف حينها أيضا بالمجنون.//انتهى/الاذاعة السويدية/ادارة تحرير صوت النرويج

قد يعجيك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زات صلة