فقدان وثائق القناة السرية مسمار جديد بنعش اتفاقية أوسلو

صوت النرويج / 02 حزيران /اوسلو :أشغلت اتفاقية أوسلو الباحثين النرويجيين بقدر ما شغلت الرأي العام العربي, ولم يكد يهدأ الجدل حولها حتى أثاره مجددا فقدان وثائق متعلقة بمحادثات “قناة أوسلو السرية”، أعقبها صدور كتاب “الحرب والدبلوماسية” للصحفي النرويجي أود دفايت الذي مولته الخارجية النرويجية اقتبس فيه في أكثر من 200 مرة العديد من محتوياتها. وقال يون بيدرسون مدير معهد الدراسات والبحوث النرويجي “فافو” الذى رعا اتفاقية أوسلو  إن صلة المعهد انقطعت بالاتفاقية بعد سبتمبر/ أيلول 1993, وهو لا يعرف ما فعلته وزارة الخارجية بعد 13 سبتمبر/ أيلول 1993″، واصفا
الاتفاقية بأنها كانت فكرة جيدة، “لكنها اليوم اتفاقية ميتة”. قناة أوسلو السرية وتعود الوقائع إلى 2004 حين اكتشفت الباحثة النرويجية هيلدا هنركسين واغي التي كانت تترأس معهد السلام للدراسات والأبحاث النرويجي اختفاء كل الوثائق المتعلقة بمفاوضات السلام عبر ما يسمى “قناة أوسلو السرية” في الفترة الممتدة من يناير/ كانون الثاني 1993 حتى أغسطس/ آب 1993, وما دفعها للشك استلام وزير لخارجية الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز رسالة من نظيره النرويجي آنذاك لم تجد نسخة منها في أرشيف الخارجية النرويجية. وقالت هنركسين لقد “عملت في وزارة الخارجية النرويجية بين 2001 و2003، وحاولت كباحثة تحليل ما جرى في القناة النرويجية السرية التي أنتجت اتفاقية أوسلو، ولذلك استطعت الدخول إلى أرشيف وزارة الخارجية ولكنني فوجئت
باختفاء وثائقها.  وترى هنركسين أن الوثائق لم تسرق من أرشيف الخارجية، بل إنها لم تؤرشف أصلا ولم تسلم للخارجية، وأن استشهاد دفايت بأجزاء طويلة منها دليل على أنه لم يحصل على نسخة منها. ورفض تيري رود لارسن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط وأحد مهندسي اتفاقية السلام التعليق على الموضوع، وقال لإحدى الصحف المحلية إن ما يمتلكه من وثائق يعتبر وثائق شخصية. وذكرت وكالة الأنباء النرويجية أن منى يول زوجة تيري لارسن سفيرة النرويج السابقة لدى إسرائيل إحدى الشخصيات التي هندست اتفاقية أوسلو قالت في رسالة
للخارجية النرويجية أمس الثلاثاء إنه ليس عندها أي من الوثائق، ولا تملك إلا بعض وثائق شخصية.

من المستفيد!!
 الأطراف النرويجية الرئيسة لها مصلحة في اختفاء الوثيقة لإخفاء دورها في هذه الاتفاقية، وبما أن الاتفاقية بين طرفين قوي وضعيف، فإن النرويج نشرت أشرعتها مع ريح الطرف القوي وهو إسرائيل ” الباحث النرويجي آرنا أوروم  اعتبر ان قنبلة اختفاء الوثائق التي فجرتها هنركسين لقيت أصداء واسعة لدى باحثين نرويجيين، وطرحت عدة أسئلة حول المستفيد من اختفائها.الباحث النرويجي آرنا أوروم صاحب كتاب “السلام في عصرنا” الذي انتقد دورالنرويج في اتفاقية السلام أكد أن الأطراف النرويجية الرئيسة لها مصلحة في اختفائها لإخفاء دورها في هذه الاتفاقية. وقال أوروم  “أعتقد أن الأطراف النرويجية الرئيسة لها مصلحة في اختفائها لإخفاء دورها في هذه الاتفاقية، وبما أن الاتفاقية بين طرفين قوي وضعيف، فإن النرويج نشرت أشرعتها مع ريح الطرف القوي وهو إسرائيل، إنها سياسة القوة هي التي دفعت كل هذه العملية. إن المسألة لا تتعلق فقط بشرف القائمين على الاتفاقية مثل هولست ورود لارسن، بل لأن محتوى هذه الوثائق المختفية سيضع
تحت الشك والتساؤل سياسة النرويج في هذا السلام المزعوم”. وأضاف أوروم أن الغريب في الأمر أن الأطراف الرئيسة في عملية أوسلو لا تعطي تفسيرا جوهريا لاختفاء تلك الوثائق، بينما ستولتبرغ “رئيس الوزراء” و يان إيغلان نائب الامين العام السابق لالأمم المتحدة  يؤكدان أن تلك الوثائق كانت موجودة في أرشيف الخارجية.من جانبها اعتبرت آنا لين سانسدستين الناطقة باسم الخارجية النرويجية أن مسألة اختفاء الوثائق تخللها سوء فهم، وأن الوثائق التي يتحدث عنها الباحثون النرويجيون لم تكن أصلا في أرشيف الخارجية.وقالت لين “لم يفقد أرشيف وزارة الخارجية أي وثائق، لأننا في الخارجية لم نستلم أي ملفات خاصة بهذه القضية”.
انتهى / العربية/الجزيرة/  صوت النرويج / اشرف الخضراء.

قد يعجيك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زات صلة