القدس عاصمة اسرائيل

مجلة صوت النرويج / أوسلو / 08 كانون الاول 2017 / یوم امس اعترف ترامب بالقدس عاصمة لأسرائیل. هذا الأعتراف المتأخرحسب قولە سوف یٶدي الی تأجیج الصراع العربي الأسرائیلي اکثر وسیجر المنطقة الی عدم استقرار والی تقویة العنصریة والفاشیة الدینیة في المنطقة.

تأریخیا یعتبر القدس او اورشلیم المکان الروحي للشعب اليهودي منذ أن حولها الملك داود عاصمة لمملكته في العام 1003 ق.م. وبقيت المدينة عاصمة لسلالة الملك داود خلال 400 عام حتى احتلالها على أيدي البابليين، ولکن هذا التأریخ لایعطینا الحق في التحییز لدولة اسرائیل لقمع وتهجیر وابادة الشعب العربي في فلسطین الذي یعیش معه في هذه الأرض منذ الاف السنین.

ما یهمني في هذا الموضوع لیس عربیة او یهودیة اورشلیم القدس ولیس اعطاء احقیة لأي من الطرفین النقیضین في الأستلاء علی الأرض وتهجیر والتنکیل بالآخر، فلست بصدد تأجیج صراع دیني فاشي قدیم یضیع فیه الحقوق والحل الأنساني لهذه القضیة.

 

هذە القضیة الشائکـة تحتاج الی حل أنساني یضمن حقوق من یعیش علی هذه الأرض بعض النظر عن لغته ودینه و تأریخه. اللاعبون الأساسیون والذین یدیرون هذا الصراع هم من الیمین القومي والدیني المتطرف من الجانبین والقوی الرأسمالیة الکبری والدول الأقلیمیة والذین یستفادون من هذا الصراع من اجل نشر الکره والمعاداة بین شعوب هذه المنطقة لتسهیل تمریر سیاسات ومخططات بعیدة کل البعد جوهر الصراعات الأصلیة في هذه المجتمعات.

 

الأعتراف بالقدس عاصمة لأسرائیل او العکس اي الأعتراف بالقدس عاصـمة لفلسطین العربیة لا تعني شیئا سوی أبقاء الباب مفتوحا علی اشد الصراعات الدینیة والقومیة وحشیة في المنطقة، تعني اعطاء الشرعیة للفاشیة الأسلامیة والحرکات القومیة في ادامة وجودها ودفع الجماهیر مکبلة تحت سلطتها، تعني عدم الأستقرار وضیاع الحقوق!

 

حتی ان طرح دولة اخری داخل اسرائیل للفلسطینین یبدو طرحا خاویا غیر منطقي في ظل سیاسات التهجیر وقضم الأراضي من جانب اسرائیل.

 

حل ‌هذه المشکلة برأیي تکمن في ایجاد دولة واحدة للیهود والعرب القاطنین في هذه الأرض. دولة علمانیة غیر قومیة وغیر دینیة، دولة ترعی الجمیع بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدینية.

 

دولة اسرائیل الحالیة، هي دولة دینیة، قومیة للیهود فقط. هذه الدولة مبنیة اساسا علی التفرقة ولا تستطیع ان تسمي نفسها علمانیة لانها لا تستطیع مراعاة حقوق غیر الیهود.

 

مقالات في صوت النرويج بقلم عمر الخطاط

قد يعجيك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زات صلة